وأوضح الكنبوري، في تدوينة على حسابه بالفيسبوك، أنه يعني بالصراحة ـ بعيدا عن اللغة الديبلوماسية ـ مكاشفة الجانب الإسباني في أمور يُفترض أن تظل محل تكتم بين الجانبين. وهذا “يدل على أن هناك تحولا عميقا في العلاقات بين الرباط ومدريد، وأن المغرب شب عن الطوق في علاقاته الديبلوماسية مع شركائه التقليديين، مثل فرنسا وإسبانيا، ولم يعد الطرف الذي يستقبل من دون أن يوجه الرسائل التي تناسب”.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أعلنت أن مثول المدعو ابراهيم غالي يوم الثلاثاء فاتح يونيو، أمام المحكمة الوطنية العليا الإسبانية هو “تطور” يأخذ المغرب علما به، لكنه “لا يشكل جوهر الأزمة الخطيرة بين البلدين الجارين”.
وأكد المتحدث ذاته، على أن “هذا البيان سيكون له ما بعده في العلاقات المغربية ـ الإسبانية، فقد وضع مدريد أمام مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية، وكشف ازدواجية مواقفها فيما يتعلق بقضية الانفصال، فإذا كانت ترفض الانفصال في كاتالونيا، أي الأقاليم الشمالية الشرقية الإسبانية، عليها أن ترفضه في الصحراء، أي الأقاليم الجنوبية المغربية”.
قال المحلل السياسي، إدريس الكنبوري، إنه ولأول مرة تصدر وزارة الشؤون الخارجية المغربية بيانا قويا في تاريخ العلاقات الديبلوماسية مع إسبانيا، والذي تميز باللهجة الحادة والصراحة في مقاربة القضايا المشتركة.
وأضاف المحلل السياسي، أن البيان الذي جاء بمناسبة مثول زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، اليوم الثلاثاء، أمام المحكمة العليا الإسبانية في الشكاية المقدمة ضده أمام المحاكم الإسبانية في قضايا التعذيب والاحتجاز، قد كشف أن إسبانيا توسطت لدى المغرب من أجل تخفيض مستوى البروتوكول في استقبال وفد من الحكومة المحلية الكاتالانية، كما كشف رفض المغرب “طلب زيارة ولقاء زعيم عظيم للانفصالية الكاتالونية”.
وشدد بيان للوزارة على أن “مثول المدعو غالي أمام القضاء يؤكد ما كان المغرب يقوله منذ البداية: إسبانيا أدخلت عن قصد إلى ترابها، وبطريقة احتيالية وبشكل خفي، شخصا متابعا من طرف القضاء الإسباني من أجل شكاوى تقدم بها ضحايا من جنسية إسبانية ومن أجل أفعال ارتكبت في جزء منها فوق التراب الاسباني”.
وأوضح البيان أن هذا المثول أمام القضاء يأتي ليكشف الوجه الحقيقي ل”البوليساريو” مُجسَّدا في زعيم ارتكب جرائم بشعة، واغتصب ومارس التعذيب وانتهك حقوق الإنسان وحرض على ارتكاب أعمال إرهابية مضيفا أن هذا المثول يؤكد مسؤولية اسبانيا تجاه نفسها، على اعتبار أن ضحايا المدعو غالي هم إسبان قبل كل شيء.
و”المقصود هنا ـ كما لا يخفى على المتابعين ـ الطلب الذي تقدم به زعيم إقليم كاتالونيا كارلس بيغديمون عام 2017 لزيارة المغرب رسميا، وقد ردت الرباط وقتها بأن أي زيارة لمسؤول في إقليم كاتالونيا يتعين أن تمر عبر الحكومة الإسبانية المركزية في مدريد. وكان هذا موقفا مشرفا للمغرب في علاقته مع إسبانيا التي كان عليها أن تتعامل بالمثل لدى استقبالها زعيم البوليساريو بدعوى الاستشفاء”. يضيف الكنبوري.
وتابع البيان أن هذا المثول يشكل، إذن، بداية اعتراف أول بحقوق الضحايا وبالمسؤولية الإجرامية والجنائية لهذا الشخص، مشيرا الى أنها أيضا أول مرة يستدعي فيها القضاء الإسباني هذا المسؤول ويُواجهه بشكاوى من أجل ارتكاب جرائم خطيرة.
أحدث التعليقات