ويعتقد المتحدث أن هذا البيان سيكون له ما بعده في العلاقات المغربية ـ الإسبانية، فقد وضع مدريد أمام مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية، وكشف ازدواجية مواقفها فيما يتعلق بقضية الانفصال، فإذا كانت ترفض الانفصال في كاتالونيا، عليها أن ترفضه في الصحراء، أي الأقاليم الجنوبية المغربية.
ويرى المحلل أن هذا يدل على أن هناك تحولا عميقا في العلاقات بين الرباط ومدريد، وأن المغرب شب عن الطوق في علاقاته الديبلوماسية مع شركائه التقليديين، مثل فرنسا وإسبانيا، ولم يعد الطرف الذي يستقبل من دون أن يوجه الرسائل التي تناسب.
وأضاف الكنبوري في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن البيان الذي أصدرته اليوم وزارة الشؤون الخارجية المغربية تميز باللهجة الحادة والصراحة في مقاربة القضايا المشتركة، وأعني بالصراحة هنا ـ بعيدا عن اللغة الديبلوماسية ـ مكاشفة الجانب الإسباني في أمور يُفترض أن تظل محل تكتم بين الجانبين.
وجاء بيان وزارة الشؤون الخارجية بمناسبة مثول زعيم جبهة “البوليساريو”، المدعو إبراهيم غالي، غدا الثلاثاء، أمام المحكمة العليا الإسبانية في الشكاية المقدمة ضده أمام المحاكم الإسبانية في قضايا التعذيب والاحتجاز وغيرها.
وشددت على أن جوهر المشكل هو مسألة ثقة تم تقويضها بين شريكين، مضيفة أن “الأزمة ليست مرتبطة بحالة شخص. إنها لا تبدأ بوصوله مثلما لن تنتهي بمغادرته. إنها وقبل كل شيء قصة ثقة واحترام متبادل تم الإخلال بهما بين المغرب واسبانيا. إنها اختبار لموثوقية الشراكة بين المغرب واسبانيا”.
قال الدكتور إدريس الكنبوري، الباحث والمحلل السياسي المهتم بالشأن الإسباني، إن المغرب أصدر اليوم ولأول مرة بيانا قويا في تاريخ العلاقات الديبلوماسية مع إسبانيا.
وكانت الخارجية أكدت في بيان مطول، اليوم، أن جوهر الأزمة المغربية- الإسبانية، هو مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء، القضية المقدسة لدى الشعب المغربي قاطبة.
وسجلت الوزارة أنه إذا كانت الأزمة بين المغرب وإسبانيا لا يمكن أن تنتهي بدون مثول المدعو غالي أمام القضاء، فإنها لا يمكن أن تُحَلَ بمجرد الاستماع له. إن الانتظارات المشروعة للمغرب تتجاوز ذلك. فهي تبدأ بتقديم توضيح لا لبس فيه من قبل إسبانيا لخياراتها وقراراتها ومواقفها.
أحدث التعليقات