فضيحة من العيار الثقيل، تلك التي فجرتها صحيفة “لاراثون” الاسبانية، في وجه كل من إسبانيا والجزائر، ومعهم زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية المدعو “ابراهيم غالي”، بعد إفراجها عن وثيقة استخباراتية، تعود إلى فترة الاحتلال الاسباني للصحراء.
لتقوم الأجهزة السرية لنظام فرانكو، بين عامي 1971 و1975 ، بمراقبة دقيقة وشاملة لتحركات زعيم الانفصاليين، باستخدام شبكة واسعة من المخبرين، وبعض المتعاونين من داخل مخيمات تندوف، وتمكنت من تحديد تحركات غالي وأنشطته ومصادر تمويله.
والتحق إبراهيم غالي بالقوات الإسبانية في الشرطة الإقليمية عام 1960، وانتهى به الأمر بطرده بسبب أنشطته ومشاركته في أعمال تخريبية، سجن على إثرها، قبل أن يطلق سراحه، ومنذ تلك اللحظة، كان فرانكو يراقب أنشطته بشكل مستمر، وخاصة رحلاته إلى موريتانيا وليبيا من أجل جمع الأموال.
وهي الوثيقة التي تفضح إقدام نظام الديكتاتور الإسباني “فرانكو” على تجنيد زعيم البوليساريو الحالي “ابراهيم غالي”، كجاسوس يعمل لحسابها.
المصدر ذاته، قال إن المدعو غالي الذي ولد سنة 1949 انضم للبوليس الاسباني فالستينات، ولكن المخابرات الاسبانية، اكتشفت انه مع مجموعة البوليساريو التي اختطفت عناصر اسبانية، والتي عجلت بطرده وجعله تحت المراقبة الأمنية.
Agora.ma
وأضاف ذات المصدر، أن أجهزة فرانكو السرية كانت تعتمد على مخبرين وسط المخيمات، لتحديد تحركات غالي، وأن أكثر ما أثار اهتمام فرانكو هو مراقبة تمويل عصابة إبراهيم غالي، يضيف المصدر: “دأب غالي على التنقل إلى الجزائر لجمع التمويل ويتضح من الملاحظات المدونة أن الجزائر هي التي زودته بالأسلحة، بالإضافة إلى جمع مبالغ مالية هامة من منظمات دولية وبعض الدول العربية. أحد المخبرين أكد لجهاز فرانكو أن غالي أخبره أنه سيقاتل ضد المغرب بمساعدة الجزائر لأن لديهم الكثير من الأسلحة”.
الوثيقة نزلت كالصاعقة على قادة حكومة إسبانيا و معها النظام الجزائري، تؤكد أن “غالي” أو “بن بطوش” الذي ولج التراب الإسباني بهوية جزائرية “مزورة” وبطائرة تابعة للرئاسة الجزائرية، كان عميلا للشرطة الاقليمية الاسبانية تحت رقم 8360 ببطاقة هوية B-7248055، وكان يتآمر على أهله في المناطق المحتلة قبل العام 1975،السنة التي استرجع فيها المغرب الصحرا عبر المسيرة الخضراء وعلى رفاقه داخل جبهة البوليساريو التي تأسست قبل التاريخ المذكور بعامين فقط، وكان يمدها بتقارير سرية يتقاضى لأجلها مبالغ مالية مهمة.
وكشف موقع “لاراثون” أن فرانكو أمر بمراقبة غالي بصرامة، حيث كان يسافر بكثرة إلى موريتانيا وليبيا، ويشارك في المفاوضات مع جبهة البوليساريو لتحرير رهائن إسبان، بالإضافة إلى كونه عميلا للشرطة الإقليمية الإسبانية تحت رقم 8360.
أحدث التعليقات