و استنكرت اليوم الخميس، كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب بمدريد، التصريحات غير الملائمة والوقائع المغلوطة، التي خرجت بها أرانشا غونزاليس لايا، وزرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، لإعلام وبرلمان بلادها مفادها أن الأزمة الحالية “سببها المغرب وضغوطه من أجل تغيير موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية، وأن المشكل لا يرتبط ضمنيا بقضية زعيم ميليشيات ((البوليساريو))”.
وفي هذا الإطار قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء المغربية، في تصريح للجريدة 24، إن استنكار السفيرة بنيعيش لتصريحات وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، أراانشا غونزاليس لايا، يأتي في إطار إبراز وكشف المملكة لتناقضات مدريد خلال الأزمة الحاصلة حاليا بين البلدين.
وأبرز المتحدث ذاته، أن السفيرة بنيعيش من خلال تصريحها اليوم، وضعت النقط على الحروف وأرادت إماطت اللثام على المغالطات التي يصدرها بعض المسؤولين الإسبان عن قصد، وضغطت في اتجاه إبراز مدريد لمواقفها في مختلف القضايا المشتركة لها مع الرباط، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، لاسيما وأن إسبانيا هي المستعمر السابق لأقاليمنا الجنوبية والعارف بخبايا هذا الملف.
تتوالى الردود القوية للدبلوماسية المغربية، فيما يخص المغالطات التي تصر عليها الجارة إسبانيا في الأزمة الحاصلة بين البلدين، بسبب استضافة زعيم ميليشيات “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي.
واعتبر بلوان، أن إسبانيا تحاول أن تضغط على المغرب بأساليب مستفزة لا تراعي تاريخ العلاقات بين البلدين، بهدف إبقاء المغرب دركيا لمنطقة البحر الأبيض المتوسط لحماية خلفية وظهر كل من مدريد وأوروبا.
وبخصوص الخطاب شديد اللهجة الذي خرجت به سفيرة المملكة لدى مدريد، أشاد الخبير في العلاقات الدولية، بالدور الدبلوماسي للمملكة في التعامل مع الأزمة، التي خلقتها الجارة الإسبانية باستضافة المدعو إبراهيم غالي على أراضيها، مبرزا أن المغرب لا يتصرف بردود أفعال، بل على أساس عقلاني تحترفم فيه المواثيق الدولية وحسن الجوار وعلاقة الشراكة الاستراتيجية.
وأشار الخبير في شؤون الصحراء المغربية، إلى أن العلاقة الاستراتيجية للمغرب مع إسبانيا، يريد إختزالها الأخير في الهجرة والأمن دون الإكثرات ببقايا الملفات التي تهم الطرف الآخر، مؤكدا على أن الرباط دائمة السعية لشراكة بناءة وقوية مع الجارة الشمالية على مستوى جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات، وفي ذات الوقت لا تسمح بأن يكون ذلك على حساب الوحدة الترابية للمملكة.
أحدث التعليقات