لم تكن نعيمة تدري أنّ رحلة عبورها من الفنيدق نحو سبتة سباحة مع آلاف المهاجرين قبل أيام خلت ستكون مادة دسمة للصحف والقنوات الأجنبية بعدما جالت صورة ابنتها الرضيعة ذات الشهرين، العالم عندما حملها أحد أفراد الحرس المدني الإسباني داخل مياه سبتة.
انطلقت رحلة أم الرضيعة جواهر ذات الشهرين من مدينة الفنيدق، حيث كانت تقطن في اتجاه سبتة بعدما رأت أن لا حسيب ولا رقيب سيكون حائلا دون مرورها إلى الضفة الأخرى، ما جعلها تحمل أطفالها الثلاثة المتراوحة أعمارهم بين شهرين وستة أشهر وعشر سنوات وتخوض المغامرة سباحة دون أن تحسب حسابا لما سينتظرها بعد ذلك.
كتمت خوفها وعقلتها وتوكلت على الله وعانقت مياه البحر رفقة أطفالها الثلاثة بعدما كان أملها الوحيد أن تصل إلى الثغر المحتل، وهي تمنّي النفس بأن تتغير أحوالها إلى الأحسن وتنتشل عائلتها من قاع فقر مدقع بسبب قلة الحيلة.
أحدث التعليقات