القضاء يسجن زعيم أخطر شبكة للاستيلاء على عقارات وأموال الأجانب

ويشكل هذا الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بالدار البيضاء ضربة قاصمة جديدة تستهدف شبكات مافيا العقار، في ملف يعد واحدا من أكثر الملفات العقارية إثارة للجدل في العاصمة الاقتصادية للمملكة، والذي انتهى بإنصاف مواطن يهودي مغربي متوفى، واجه لأزيد من عشر سنوات أخطر عصابة متخصصة في الاستيلاء على عقارات الغير، والتي استولت على مجوهرات ولوحات فنية نادرة وأموال بحسابات بنكية وعقارات من تركة والده.
في تطور جديد يهم ملفات الاستيلاء على الممتلكات العقارية والنقدية للمغاربة والأجانب، قضت الغرفة الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء بإدانة زعيم شبكة “حايم”، المتخصصة في الاستيلاء على الممتلكات العقارية، في ملف ضحية مغربي يهودي الديانة بالسجن أربع سنوات لتنضاف إلى عقوبة سابقة للمدان نفسه بالسجن سبع سنوات، والتي قضاها خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2013 و2020.
ويأتي فتح ملف وصية المواطن الفرنسي بعد صدور قرار لمحكمة النقض بضرورة إعادة محاكمة أفراد شبكة “حايم”، بسبب عدم تطرق محكمة الاستئناف بالدار البيضاء لهذه الواقعة الخطيرة التي أتاحت لأفراد الشبكة الاستفادة من أموال وعقارات سبق أن آلت للمواطن المغربي اليهودي جيرار بنيطاح، الذي يحمل الجنسية الفرنسية والذي توفي أواخر السنة الماضية في ظروف ملتبسة، حيث قرر ابنه مواصلة متابعة ملفات والده أمام القضاء المغربي على أمل استعادة الممتلكات والأموال التي ورثها عن والده.
وجاءت إدانة متزعم شبكة “حايم”، المتورطة في قضية تزوير وصية للمواطن الفرنسي بريسو، من جديد، بعد أن توبع في حالة اعتقال بتهمة تزوير وثيقة رسمية عبارة عن وصية واستعمالها، حيث أثبتت التحقيقات التي أجرتها الجهات الأمنية المختصة أن زعيم الشبكة استعمل هذه الوصية المزورة من أجل الاستيلاء على عقارات وأموال توجد في ملكية مواطنين مغربيين حاملين الجنسية الفرنسية.
وكشفت الحقائق التي توصلت بها هيئة الحكم بمحكمة الاستئناف، إلى جانب المحققين من ضباط الشرطة القضائية، أن زعيم الشبكة سالفة الذكر نجح في السطو على عقارات والملايين من الأورو في حسابات مصرفية بفرنسا وسويسرا كانت تعود لفائدة مواطنين مغربيين، إذ أثبتت الخبرات التي أنجزتها المصالح التابعة للدرك الملكي أن الوصية المستعملة تتضمن توقيعا مزورا للمواطن الفرنسي.
وتعود أطوار هذا الملف إلى سنة 2009، حين تقدم الفرنسي جيرار بنيطاح، المزداد بمدينة فاس، من أبوين يعتنقان الديانة اليهودية، بشكاية تفيد بأنه يتوفر على وصية من طرف زوجة خاله، تم فتحها في القنصلية الفرنسية في المغرب، تفوت له بموجبها كل ممتلكات زوجها ومنقولاته وأمواله في المغرب وخارجه، قبل أن يفاجأ بمحاولة أطراف أخرى “الاستيلاء على هذه الممتلكات”، بناء على ما ورد في صك الاتهام.