ودافعت أرانتشا غونزاليس لايا عن فكرة استقبال هذا الرجل الذي أعلن الحرب على المغرب، رغم الانقسامات العميقة داخل الحكومة الإسبانية، بحسب الصحف المحلية، لا سيما مع وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا الذي توقع تداعيات هذا الفعل على العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
في نفس التصريح، قالت أرانتشا غونزاليس لايا هذه العبارة المعبرة: “عندما يتعافى (إبراهيم غالي) سيعود إلى بلاده”. هذا التأكيد الصادر عن رئيسة الدبلوماسية الإسبانية هو رفض موجه لكل من السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، وإلى فؤاد يزوغ، المدير العام بوزارة الخارجية المغربية.
وأكد هذا المسؤول في وزارة الشؤون الخارجية أن “هذه المعلومة قد تفاجئكم، بل وقد تكون صادمة للرأي العام الإسباني، لكن لا تتفاجؤوا. فكما تعلمون، تعد الأجهزة المغربية من بين الأكثر كفاءة”، مبرزا أنه سيتم الكشف عن المزيد من المعطيات في الوقت المناسب.
هل تريد إسبانيا طي الصفحة، وبأسرع وقت ممكن، حول الأزمة التي سببها استقبال إبراهيم غالي في مستشفى في لوغرونيو؟ هذه هي الرغبة التي عبرت عنها مجددا يوم الأحد 23 ماي رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، التي أعلنت في الإذاعة الوطنية الإسبانية، أنها تريد الخروج من هذه الأزمة “في أقرب وقت ممكن”، بحسب ما ذكرته قصاصة لوكالة “إيفي”.
ولكن لمن توجه أرانتشا غونزاليس لايا خطابها عندما تقول إنه بمجرد تعافيه، سيعود إبراهيم غالي إلى بلاده؟ إلى المغرب أم الجزائر؟ إذا كانت تتحدث إلى المغرب، فهذا يعني أن رئيسة الدبلوماسية الإسبانية اختارت لغة التصعيد وتتجاهل تحذيرات متتالية من المملكة بشأن استقبال زعيم البوليساريو في ظروف مشبوهة. إذا كانت لايا توجه خطابها إلى الجزائر، فهذا يعني أنها تسعى إلى طمأنة هذا البلد الذي من المرجح أن تكون الحكومة الإسبانية قد قدمت له ضمانات بشأن عودة إبراهيم غالي، دون أن تطاله يد العدالة الإسبانية، حتى ولو كان ذلك على حساب فصل السلطات، التي هي عماد الديمقراطية.
بتأكيدها “أنه بمجرد تعافي إبراهيم غالي سيعود إلى بلاده”، ارتكبت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية زلة جميلة تؤكد أن الدولة التي سيعود إليها زعيم البوليساريو هي بالفعل الدولة التي أصدرت له جواز سفر دبلوماسي مزور: الجزائر.
وهكذا ورطت الحكومة الإسبانية نفسها في وضعية للتو في وضع لا ينفصم، لأنه لا يوجد حل يمكن أن يرضي الرباط والجزائر.
كذا أصبحت الحكومة الإسبانية متورطة للتو في وضع لا تحسد عليه، لأنه لا يوجد حل يمكن أن يرضي كلا من الرباط والجزائر. فإذا سمحت بمواصلة الإجراءات القانونية ضد زعيم البوليساريو، فإنها ستخالف الوعد الذي أعطته للجزائر وإذا عاد بشكل سري إلى الجزائر، فإنها تكون قد اختارت فتح أزمة طويلة مع المغرب.
وبحسب عدة وسائل إعلام إسبانية، فإن وزير الخارجية الجزائري هو الذي طلب من نظيرته الإسبانية نقل إبراهيم غالي المصاب بوباء كوفيد-19 إلى مستشفى في إسبانيا.
حاولت إسبانيا، حتى الآن، تحويل الأنظار عن طريق توجيه النزاع بين الرباط ومدريد نحو أزمة الهجرة التي قد تشمل الاتحاد الأوروبي. لكن المغرب ظل متشبثا بمواقفه، مؤكدا من جديد الطابع الثنائي للأزمة التي نشأت عن التواطؤ بين مدريد والجزائر من أجل استقبال بطريقة سرية على التراب الإسباني لإبراهيم غالي بهوية مزيفة. لقد راهنت إسبانيا على فزاعة الهجرة غير الشرعية لخلق جبهة أوروبية موحدة ضد المغرب. لم ينخدع المغرب بهذه المناورة وأعلن مرارا أن سبب الأزمة هو إبراهيم غالي وليست سبتة.
وكانت سفيرة المملكة بمدريد، كريمة بنيعيش، قد حذرت إسبانيا يوم الجمعة 21 ماي، عندما أكدت أن “اللجوء إلى إخراج زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من إسبانيا بنفس الطريقة التي تم إدخاله إليها، هو اختيار للركود ولن يزيد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين إلا تفاقما”.
في مقابلتها مع الإذاعة الوطنية الإسبانية، تعهدت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية بطي صفحة الأزمة مع المغرب بسرعة. لكنها تجعل هذا التعهد مستحيلا من خلال تأكيدها أن إبراهيم غالي سيغادر إسبانيا عندما يتعافى. بدفاعها عن فكرة استقبال غالي على الأراضي الإسبانية، قللت أرانتشا غونزاليس لايا من عواقب هذا الفعل على العلاقات بين المغرب وإسبانيا. وبالسماح لإبراهيم غالي من الإفلات من يد العدالة، تفضل الحكومة الإسبانية أزمة طويلة جدا بين الرباط ومدريد.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
يبدو أن وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا اختارت رفض طلب المغرب، مدعية أن إبراهيم غالي “سيعود إلى بلاده بعد تعافيه”. وهذا ما سيفتح طريق أزمة طويلة بين الرباط ومدريد.
البرلمان المغربي يناقش تعرض المغاربة للمعاملة اللاإنسانية في إسبانيا
البيجيدي” يستدعي وزير الخارجية إلى البرلمان
كما دعا فؤاد يزوغ، المدير العام بوزارة الخارجية، إلى “تحقيق شفاف” لإلقاء الضوء على ظروف استقبال غالي في إسبانيا. وأضاف هذا المسؤول الكبير في الدبلوماسية المغربية أن هذا التحقيق “قد يكشف عن العديد من المفاجآت، لا سيما تواطؤ وتدخل أربعة جنرالات من بلد مغاربي”.
أحدث التعليقات