الحق في الهجرة
شكيب الخياري، الخبير المتتبع لديناميات الهجرة، قال إن الأمر جد عادي، لأن الهجرة معطى ثابت في المناطق الشمالية، مشيرا إلى أن هذه الانطلاقات كانت منذ 2005، وتشهدها مدينة مليلية بالدرجة الأولى، وبعدها جاء الدور على ثغر سبتة المحتل.
وأشار بنعيسى إلى أن للمغرب سيادته على الحدود، التي لا يريد أن تكون انطلاقة للهجرة السرية، مستدركا: “لكن أهم نقطة يغفل عنها الأوروبيون أن المملكة لا تقف سدا منيعا أمام المهاجرين منها فقط، بل هناك أعداد هائلة للقادمين من إفريقيا جنوب الصحراء كذلك”.
وأورد الخياري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “هذه الصور نراها كذلك في عز علاقات المغرب وإسبانيا”، رافضا نعت المهاجرين بالضحايا، باعتبارهم راغبين في عبور الحدود بإرادتهم، وزاد: “منذ القديم والناس تهاجر وتتنقل.. هذا ليس جديدا”.
وأردف الفاعل الحقوقي بأن الفرق هو تراجع المغرب عن إسداء خدمات كبيرة للإسبان على مستوى الحراسة، مذكرا بواقعة نزع الأسلاك الشائكة الإسبانية عن المدينتين، في حين استثمر المغرب في الأمر مبالغ ضخمة.
وأضاف بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المغرب وإسبانيا شريكان، ولا يجب عليهما الزج بمدنيين عزل في الأزمات بينهما، خصوصا القاصرين والأطفال، مشيرا إلى أن “الإسبان حاولوا تقديم صورة البلد الإنساني للعالم على ضوء موجة الهجرة، لكن الواقع يقول شيئا آخر”.
ويواجه المهاجرون خطر التوتر الجاري وغياب التنسيق الأمني بين البلدين، إذ تتوجه جحافل بشرية عوما صوب إسبانيا، وهو ما يجعلها أمام أهوال محدقة، يتقدمها الغرق في مياه المتوسط، أو سوء المعاملة من السلطات العمومية.
تصدرت مشاهد الهجرة السرية من سواحل الفنيدق صوب سبتة تفاعلات المغاربة على امتداد الأيام القليلة الماضية، فأمام توتر العلاقات المغربية الإسبانية تستمر موجات “الحريك” في التدفق، خالقة وضعا استثنائيا في مدينة الفنيدق.
توظيف المواطنين
محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، قال إن السلطات المغربية أخطأت بتوظيف المواطنين في صراعها مع الإسبان، مؤكد أن هذا لا يعني قبول استقبال شخص متهم بجرائم حرب على تراب الجيران وبهوية مزورة.
وأورد الحقوقي المغربي أن “إسبانيا تعول على المغرب كدركي للقارة الأوروبية، وهو منطق غير سليم، كما تحاول إظهاره وكأنه يساوم أوروبا من أجل المال، في حين أن الحقيقة تبرز بالملموس أن المغرب يصرف أموالا طائلة على الحدود”.
ويشتكي المهاجرون من حوادث التعنيف التي يتعرضون لها من لدن عناصر الشرطة الإسبانية، إلى جانب الانتهاكات التي تطال القاصرين؛ وهو ما فجّرته قضية مقتل الشاب إلياس الطاهري، المعروف بـ”جورج فلويد المغربي”، على يد حراس أمن في مدينة ألميريا.
واعتبر المتحدث ذاته أنه كان يروج في سنوات سابقة وسط الحقوقيين الإسبان أن دولتهم هي التي تشجع الهجرة السرية للضغط على الاتحاد الأوروبي لتسليمها مزيدا من الدعم، مستدركا بأن ما يقدمه الأوروبيون الآن للمغرب لا يكفي لصد كل المهاجرين.
أحدث التعليقات