وحول رحيل أسماء بارزة من جيل الرواد والمؤثرين الكبار في مسار المشهد الفني، يقول أمين ناسور، مخرج مسرحي أستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، إن هذه “سيرورة تاريخية عادية جدا”.
هنا، يؤكد المخرج المسرحي أن “المغرب، الحمد لله، زاخر الآن بمواهب وطاقات مهمة، على مستويات التشخيص والأداء والإخراج المسرحي، وجميع المهن المرتبطة بالفنون عامة والمسرح خاصة”.
لكن، يستدرك المتحدث قائلا: “الأمل كل الأمل في خلف يأتي بالجديد، ببصمته الجديدة، لا يقلد، ولا يقدم لنا مثل ما قدمه السلف الراحل من أعمال، بل أن يكون خلَفا له بصمة قوية، جديدة، وتدفع عجلةَ الفن إلى الأمام”.
ويبرز الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط أهمية هذه “البصمة الجديدة” المبنية على “الاجتهاد والاشتغال” في “ضمان استمرارية الفن على المستوى الوطني”، علما أن “هكذا استمر الفن على مر التاريخ؛ فالخلَف دائما يأتي بالجديد، ويطور، ويحفز، ويعطي أملا في المستقبل”.
مع رحيل عدد من الوجوه الفنية البارزة من جيل الرواد بالمملكة، يظل سؤال الخلف مطروحا، لارتباطه الجوهري بمستقبل المشهد الإبداعي بالبلاد.
ورحلت في السنوات القليلة الماضية أسماء كان لها فضل كبير في رسم ملامح المشهد الفني المغربي، مسرحا وإذاعة وسينما، كان آخرها الممثل حمادي عمور، الذي التحق بأسماء بارزة رحلت في سنة 2021، والسنة الفارطة: ثريا جبران، سعد الله عزيز، نور الدين الصايل، البشير السكيرج، أنور الجندي، عبد الجبار الوزير، أمينة رشيد، وعبد العظيم الشناوي…
ويستشهد ناسور بقول المسرحي السوري البارز الراحل سعد الله ونوس: “نحن محكومون بالأمل”. ليزيد: “لنا أمل دائما في الخلَف، ولن نخاف على الفن المغربي ما دام هناك مَن يحمل همه، ومن يشتغل فيه باجتهاد، وتفان، وبنكرانِ ذات”.
ويضيف ناسور في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “يكون لرحيل أي فنان وقع قوي، ولا يمكن لأي فنان آخر أن يخلفه أو يعوضه؛ فلا يمكننا تعويض الطيب الصديقي، ولا عبد الجبار الوزير، ولا ثريا جبران”، على سبيل المثال لا الحصر.
وفي ختام تصريحه لهسبريس، يجمل الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي قائلا: “الاجتهاد والاشتغال والبصم على مسار متميز هو خيرُ تكريم للرواد الأوائل الذين غادرونا”.
أحدث التعليقات