شهدت المنطقة مطلع الأسبوع تدفقا غير مسبوق لآلاف المهاجرين المغاربة وبعض الأفارقة من جنوب الصحراء، بينهم كثير من القاصرين. وعبر ثمانية آلاف منهم إلى جيب سبتة الاسباني مستفيدين من تخفيف المراقبة من الجانب المغربي.
جاء ذلك في سياق توتر دبلوماسي حاد بين البلدين على خلفية استضافة اسبانيا زعيم جبهة بوليساريو، المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، للعلاج.
وحمل المرصد أيضا السلطات المغربية المسؤولية “لتوظيفها لورقة الهجرة غير النظامية – باعتبارها قضية ذات أبعاد انسانية – من أجل تحقيق أهداف ومكاسب سياسية”.
ورحلت السلطات الاسبانية ستة آلاف مهاجر، قامت السلطات المغربية بعد ذلك بنقلهم إلى مختلف المدن التي جاؤوا منها في حافلات الخميس.
واسفر تدفق المهاجرين عن حالتي وفاة، بحسب ما أعلنت السلطات الاسبانية. كما تحدثت وسائل إعلام محلية عن وجود جرحى، بدون أن تعلن السلطات المغربية أي معلومات في هذا الصدد.
ونقل مرصد الشمال لحقوق الإنسان في بيان عن عائلة الضحية عزوز صابر (20 عاما) قولها إن “بقع دم ظهرت على ملابسه عند انتشال جثته” من البحر، مطالبا “بكشف حيثيات القتل المتعمد لمهاجر غير نظامي أعزل يصارع امواج البحر من طرف السلطات الاسبانية”.
وأدلى الجانبات بتصريحات حادة اللهجة في غمرة ذلك بحيث اتهمت مدريد الرباط بارتكاب “عدوان” و”بالابتزاز”، في حين دانت الأخيرة “ازدواجية الخطاب والمواقف من طرف مدريد”.
طالبت جمعية حقوقية مغربية الجمعة بكشف ملابسات مصرع مهاجر مغربي كان يحاول العبور سباحة إلى جيب سبتة الاسباني من مدينة الفنيدق، شمال المملكة، متهمة الحرس المدني الاسباني “بقتله عمدا”.
كما تبادل الطرفان الاتهامات حول التعامل مع القاصرين إذ لام الجانب الاسباني المغرب لكونه سمح لهم بالعبور بدون تدخل، فيما أكدت الرباط أن الوسائل التي استعملها الاسبان لترحيلهم لم تكن متناسبة.
من جهتها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن السلطات المغربية “استعملت طالبي اللجوء للضغط على إسبانيا لأغراض سياسية”، مسجلة أيضا “تعرض مهاجرين، بينهم أطفال، للضرب من القوات الاسبانية”، ومطالبة “بالتحقيق” في هذه “التجاوزات”.
أحدث التعليقات