التطورات المتسارعة للأحداث ومشاهد النزوح الجماعي نحو سبتة المحتلة، أجبر وزارة الخارجية الإسبانيةـ على استدعاء سفيرة المغرب في مدريد لطلب بعض التوضيحات، وهو ما ردت عليه الرباط باستدعاء سفيرتها في مدريد وسحبها من أجل التشاور.
يبدو أن التوتر في العلاقة بين المغرب وإسبانيا بلغ نقطة اللا عودة، في ظل التصريحات والتصريحات المضادة بين المسؤولين الحكوميين في كل من العاصمة الرباط مدريد ، وذلك على خلفية التطورات الأخيرة التي عرفتها علاقة البلدين منذ إقدام مدريد على استقبال زعيم جبهة البوليساريو ، إبراهيم غالي ، والذي دخل ترابها بجواز سفر جزائري مزور.
وحسب العديد من المراقبين فإن هذا التوتر الذي تعيش على وقعه العلاقة بين المملكتين الجارتين، لم تشهده منذ عقود، حيث أن سحب الرباط لسفيرتها في مدريد يدل على أن خطوط الاتصال بين العاصمتين، أصبحت شبه مقطوعة، وهو ما عبر عنه ناصر بوريطة في تصريحات صحفية له، حين قال أن المغرب لا يمكن أن يرد على عبر القنوات الرسمية وهي القنوات الشبه منقطعة.
تعنت مدريد في رد على استفسارات الرباط حول استقبال غالي بجواز سفر مزور، أثار حفيظة الرباط الذي يبدو أن بدأت في الرد من خلال تخفيض مستوى تنسيقها الأمني مع جارتها الشمالية، وتخفيف إجراءاتها الأمنية المتشددة على الحدود، لتجد إسبانيا نفسها في مواجها عشرات الآلاف من المهاجرين السريين المغاربة والأفارقة الذي نجحوا في الوصول إلى مدينة سبتة المحتلة .
وتعرف علاقة البلدين توترا متسارعا في ظل غضب الرباط من خطوة مدريد استقبال إبراهيم غالي، ورفضها إخضاعه للمحاكمة رغم تقدم عدد من النشطاء الصحراويين بشكاوي للقضاء الإسباني يتهمون فيها زعيم مليشيا البوليساريو بتعريضهم للتعذيب، إضافة إلى شكاية تقدمت بها ناشطة اتهمته فيها بالاغتصاب .
ويرى المراقبون أن مدريد بإصرارها على استضافة غالي وعدم وضوح موقفها من قضية الصحراء، قد تخسر شريكا أساسيا لها في منطقة شمال إفريقيا،ظل إلى وقت قريب سندا لها في مجموعة من القضايا على رأسها محاربة الهجرة الغير مشروعة ومكافحة الإرهاب .
أحدث التعليقات