وخلافا للمتهمين الـ13ـ الآخرين في الملف – كوادر سابقون في بيغماليون وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني ومحاسبون – الذين يمثلون بتهمة الاحتيال أو التواطؤ، لا يتهم ساركوزي في إطار نظام الفواتير المزيفة لإخفاء الإنفاق المفرط لحملته الذي كشفه جيروم لافريلو في اعتراف متلفز مفاجئ في 2014.
وسيتم الاستماع إلى جان فرنسوا كوبيه كشاهد إذ أن لا وجه لإقامة دعوى ضده في هذه القضية. وأبلغ من خلال محاميه إنه سيجيب على “جميع الأسئلة” خلال جلسة الاستماع المقررة في 27 ماي.
وأبلغ ساركوزي بأنه “لن يتهرب” خلال المحاكمة الثانية لكنه لن يحضر سوى الجلسات التي تعنيه. ويتوقع استجوابه في أسبوع 14 يونيو. وقد يتعرض في قضية “بيغماليون” – الشركة التي نظمت بعضا من تجمعاته الانتخابية – للسجن لعام وغرامة بقيمة 3750 أورو.
لكن وفقا للادعاء، لم يضع نيكولا ساركوزي سقفا للإنفاق رغم عدة تحذيرات واضحة بشأن مخاطر تجاوز هذا السقف، واستفاد “بلا شك” من الاحتيال الذي منحه “موارد أكبر بكثير” مما يسمح به القانون: ما لا يقل عن 42,8 مليون أورو، ما يقارب ضعف السقف القانوني في ذلك الوقت (22,5 مليون أورو).
ووصف التحقيق حملة كان الهدف منها في البداية أن تكون “خاطفة” للرئيس المنتهية ولايته فقط حوالي 15 اجتماعا مقررا منها ثلاثة أو أربعة تجمعات كبرى.
لكن الآلة الانتخابية انطلقت بقوة مع “أكثر الوسائل التقنية تقدما” للمسرح والصوت والإضاءة للتجمعات الكبرى… واستمرت التكلفة في الارتفاع.
ويعد جيروم لافريلو الذي كان في حينها نائب مدير حملة ساركوزي ومدير مكتب زعيم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبيه، الوحيد في الحزب الذي أقر بالوقائع. وقد اتُهم في البداية بجمع موارد لصالح مستقبل رئيسه السياسي.
وهذا المحامي هو الشخصية الرئيسية في الملف الذي تسبب بهزات متتالية في أوساط اليمين الفرنسي.ومن غير المؤكد أن يحضر ساركوزي لدى افتتاح الجلسة في الساعة 13,30 (11,30 ت غ).
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه في مارس أصبح ساركوزي أول رئيس سابق في الجمهورية الخامسة يحكم عليه بالسجن مع النفاذ. وصدرت بحقه عقوبة بالسجن ثلاث سنوات منها عامان مع وقف التنفيذ بتهمة الفساد واستغلال النفوذ.
بعد شهر ونصف من إدانته في قضية أخرى، يمثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مجددا أمام المحكمة اعتبارا من الخميس بتهمة الإنفاق المفرط في حملته الرئاسية عام 2012،.
وبينما صدرت أولى التحذيرات من مخاطر حصول تجاوز، طلب المرشح على العكس تسريع الوتيرة. ونظم أكثر من 40 اجتماعا في الحملة الانتخابية.
ويقول الادعاء إن الحملة يندر أن شهدت فرنسا “بمثل كثافتها” وتميزت بتعاقب “سريع للغاية” للتجمعات و”الارتجال التام” لأصحاب القرار.
وكان من المفترض أن تبدأ المحاكمة، التي من المقرر أن تستمر شهرا، منتصف مارس لكن تم تأجيلها بسبب نقل المحامي جيروم لافريلو إلى المستشفى.
ولتجنب اضطرار المرشح ساركوزي إلى الاعتراف علنا بأن إنفاقه قد زاد “بشكل كبير”، “مع العواقب السياسية والمالية” الناجمة عن ذلك، تقرر “تطهير” حساب الحملة الانتخابية وفقا للادعاء.
أحدث التعليقات