واعتبر العامل أن الاحتفاء بذكرى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية صار تقليدا سنويا في كل ربوع المملكة للاحتفال بالمنجزات المحققة، معتبرا أن عمالة إقليم تطوان حريصة على إيلاء أهمية خاصة لهذه المبادرة الملكية التي تجعل من الاستثمار في الرأسمال البشري بوابة لاستشراف المستقبل، وذلك من خلال تقليص العجز السوسي-اقتصادي وتيسير الاندماج الاقتصادي للفئات الفقيرة والمعوزة وصون كرامتها.
حيث أبرز عامل إقليم تطوان، بهذا الخصوص في كلمة خلال الاحتفال بالذكرى ال 16 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحت شعار “كوفيد 19 والتعليم : الحصيلة والآفاق من أجل الحفاظ على المكتسبات”، المنجزات المحققة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنتي 2019 و 2020، لافتا إلى أنه تمت برمجة 42 مشروعا بغلاف مالي يصل إلى 36.93 مليون درهم، من بينها 39 مشروعا منجزا ومفعلا (30.73 مليون درهم)، و ثلاث في طور الإنجاز.
وأشار التازي إلى أن معدل إنجاز مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بين سنتي 2019 و 2020 بالإقليم يصل إلى 93 في المائة، موضحا أن معدل الالتزام بالنفقات بلغ 99 في المائة و معدل الأداء المالي ناهز 94 في المائة.
في هذا الصدد، دعا كافة المتدخلين، كل في دائرة اختصاصه، إلى اتخاذ التدابير الضرورية والملائمة لتقليص أثر أزمة كورونا على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم، خاصة قطاع التعليم الذي يكتسي أهمية كبيرة في مجال التنمية البشرية بهدف الحفاظ على المكتسبات المحققة.
من جانبه، قدم رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تطوان، بريغيت محسن، عرضا حول حصيلة وتقدم مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، للفترة 2019-2020، على مستوى الإقليم، والمشاريع المبرمجة والمنفذة خلال هذه الفترة، واستعرض نماذج من المشاريع التي نفذت بين عامي 2005 و 2021 في إطار المبادرة.
فتبعا للأحداث التي شهدتها مدن الشمال بالمغرب، بعد هجرة جماعية لحوالي 8 آلاف مغربي منهم 1000 قاصر، إلى مدينة سبتة المحتلة عن طريق البحر، إما سباحة أو مشيا على الأقدام، وللنهوض بالأوضاع الاجتماعية بالجهة، تسارعت الخطوات التالية.
وأكد محسن بريغيت أنه تمت برمجة 14 مشروعا في 2019 على مستوى إقليم تطوان، في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بميزانية إجمالية قدرها 21.01 مليون درهم، منها 12 مشروعا تم الانتهاء من انجازها ومشروعان قيد التنفيذ.
وبعد ان استعرض مجموعة من الدراسات التي أظهرت التأثير السلبي للجائحة على قطاع التعليم، أكد التازي أن عمالة إقليم تطوان انخرطت مع باقي الفاعلين المحليين، لا سيما مصالح السلطة المحلية والمندوبية الإقليمية للصحة والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، في اتخاذ مختلف التدابير الضرورية والملائمة للحد من تداعيات الجائحة على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، بما فيها قطاع التعليم.
و من جهته، أكد المدير الإقليمي للتربية الوطنية بتطوان فؤاد الرواضي، أن هذا اللقاء هو فرصة لإبراز الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة والمديرية الإقليمية ، من أجل التخفيف من آثار الوباء على أنشطة التعليم والتكوين، ولا سيما من خلال اعتماد نموذجين تدريسيين، عن بعد وحضوري، واستعمال جميع الوسائل الوقائية اللازمة على مستوى المدارس، وفتح المدارس الثانوية التأهيلية في جميع المناطق القروية التابعة للإقليم، مما مكن من تقليص الهدر المدرسي .
وسجل أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شأنها شأن باقي البرامج الإنمائية بالمغرب، لا زالت متأثرة بسياق جائحة كوفيد 19، والتي ما تزال تداعياتها تؤثر على عيش الساكنة المحلية، موضحا أن اختيار موضوع هذه السنة يروم توضيح مدى تأثر قطاع التعليم بالجائحة والإجراءات الممكن اتخاذها من طرف مختلف المتدخلين للحد من تداعياتها وإصدار توصيات بهذا الخصوص.
وفي سياق متصل، أبرز الرواضي الجهود المبذولة لتوسيع العرض التعليمي وتنفيذ جميع المشاريع المرتبطة بالقانون الإطاررقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خصوصا مع إحداث أكثر من 200 وحدة للتعليم الأولي، وافتتاح 5 مدارس جماعاتية جديدة و 12 مدرسة، مع الإشارة الى أن العام الدراسي المقبل سيتسم بافتتاح 4 مدارس في إقليم تطوان، واستمرارا تنزيل جميع المشاريع المتعلقة بتنفيذ أحكام القانون الإطار.
وتميز اللقاء، الذي جرى على وجه الخصوص بحضور الكاتب العام لعمالة إقليم تطوان وأعضاء لجنة التنمية البشرية بالإقليم ورؤساء لجان التنمية البشرية المحلية ومديري ومندوبي المصالح الخارجية، وممثلي جمعيات المجتمع المدني، بمنح جوائز للتلاميذ والمؤسسات التعليمية المستحقة التي ساهمت، من خلال مبادرات وأعمال ملموسة، في تعزيز الاشعاع التربوي والفني والثقافي للمحافظة، فضلا عن التخفيف من الآثار السلبية للوباء على التلاميذ والتعلم.
و أضاف أنه في عام 2020، تمت برمجة حوالي 28 مشروعا بمبلغ يعادل 15.92 مليون درهم، بما في ذلك 27 مشروعا أنجز، وواحدا قيد التنفيذ، بمعدل التزام بالنفقات وصل الى 100 في المائة ومعدل أداء وصل الى 94 في المائة، مشيرا الى أن مختلف هذه المشاريع تندرج في إطار البرامج الأربعة للمرحلة الثالثة من المبادرة والوطنية للتنمية البشرية.
لم تمض إلا ساعات على المشهد المؤلم لمغاربة يهاجرون جماعات إلى سبتة المحتلة، حتى أطلق المغرب بشكل رسمي يوم أمس الثلاثاء مشاريع تنموية بمدينة تطوان، بإنجاز 39 مشروعا بغلاف مالي يفوق 30 مليون درهم.
كما تميزت بتقديم أغنية وطنية بعنوان “مغرب الحضارة” ، قدمتها مجموعة من تلاميذ مدرسة أم البنين بتطوان.
أحدث التعليقات