وانتهى هذا المسار، بإطاحة شارية لزيان من على رأس الحزب، حيث تم انتخابه أمس السبت، منسقا وطنيا جديدا للحزب المغربي الحرّ، في المؤتمر الاستثنائي الذي تم عقده بمدينة الخميسات.
خرج إسحاق شارية سنة 2011 ضد حركة 20 فبراير، حيث رفع رفقة محامين بطنجة دعوى قضائية، يتهم فيها الحركة بـ”التخريب وسوء التنظيم والتأطير”، كما سبق لشارية أن اتهم الحركة برفع شعارات والخوض في نقاشات كلها “تحريض وشحن وكراهية”.
وبعد مدة بدأت تظهر مظاهر الخلاف بين شارية وزيان، حيث قرر المكتب التنفيذي للحزب المغربي الحر، بقيادة زيان دجنبر الماضي، طرد إسحاق شارية من عضوية المكتب، معتبرين تصرفاته، “بعيدة كل البعد عن مبادئ وشخصية الحزب المغربي الحر المطبوعة بالجرأة والشجاعة التي من أولوياتها الدفاع عن كرامة وحرية المواطنين”، كما تحدث المكتب التنفيذي السابق، “مناورات مدفوعة من جهة تهدف إلى محاولة إفشال الحزب المغربي الحر، قبل دخوله غمار الاستحقاقات التشريعية المقبلة”، هذا القرار جاء أياما بعد إعلان المحامي إسحاق شارية، تجميد عضويته وكافة أنشطته بالمكتب السياسي.
من هو المحامي إسحاق شارية المثير للجدل، الذي خرج ضد حركة 20 فبراير سنة 2011، والذي انضم بعدها بستة سنوات لهيئة دفاع معتقلي “حراك الريف”، كما كان دائما في ظل محمد زيان وكان تلميذه “النجيب”، قبل أن ينقلب عليه.
وصادق المشاركون في المؤتمر بالإجماع، على انتخاب إسحاق شارية منسقا وطنيا جديدا بعدما حصلت اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر على ترخيص من وزارة الداخلية.
ولد إسحاق شارية سنة 1982 بمدينة تطوان، وحصل على الباكالوريا سنة 2000، قبل أن يلتحق بكلية الحقوق بالرباط، ليحصل على شهدة الحقوق في سنة 2004، ويتابع دراساته العليا في تخصص قانون التجارة الدولية.
وظهر إسحاق شارية بعد مرور سنوات، ضمن هيئة دفاع معتقلي “حراك الريف”، حيث كان يرافق المحامي محمد زيان كظله، قبل أن يقرر معتقلو “حراك الريف” تقديم ملتمس كتابي الى رئيس المحكمة لسحب الإنابة عن زيان وشاريا معاً، بسبب تصريحات الأخير التي اتهم فيها إلياس العماري وحزبه بـ”تأجيج” الأوضاع في الريف و”التآمر” ضد الملك، والتي استدعي من أجلها شارية لدى الشرطة القضائية بمدينة الرباط.
هذا الأخذ والرد دفع بإسحاق إلى الالتحاق بحركة تصحيحية داخل الحزب الحر حيث قال في فيديو على صفحته الفيسبوكية أنه بدعم المناضلين من حزب المغربي الحر في الحركة التصحيحية التي عقدت مؤخراً، سوف يكون رهن إشارة المجلس الوطني في القرارات التي سوف يتخذها لـ”إرجاع مسار الحزب المغربي الحر إلى سكته الصحيحة التي أسس عليها”.
وقضى شارية في بداية مساره المهني فترة تدريب مع المحامي ووزير حقوق الإنسان السابق محمد زيان ، كما سيعمل إلى جانبه على تأسيس الحزب المغربي الليبرالي، وسيتولى منصب رئيس الشبيبة الليبرالية عن عمر يناهز 26 سنة.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي للحزب، قد توصلت بتنازل خطي من المرشح يوسف خودار لقيادة الحزب المغربي الحر، مما ترك المجال مفتوحا أمام شارية للحصول على الإجماع.
أحدث التعليقات