والأحد صرّح ستيرن لفرانس برس أن الدراسة لم تقيّم ما إذا كان المشاركون الإسرائيليون ممّن تلقوا الجرعتين اللقاحيتين، وعددهم الإجمالي ثمانية، أصيبوا بأعراض مرضية خطيرة.
وشملت الدراسة التي أجرتها جامعة تل أبيب ومركز كلاليت للخدمات الصحية، أكبر هيئتين صحيتين في إسرائيل، مقارنة بين 400 شخص غير ملقّحين مصابين بكوفيد-19 بـ400 تلقّوا جرعة لقاحية واحدة على الأقل أصيبوا بالفيروس.
وفي إسرائيل بلغ عدد متلقّي جرعة لقاحية واحدة على الأقل 5,3 ملايين شخص، بينهم 4,9 ملايين (53 بالمئة من السكان) تلقوا الجرعتين.
وكانت دراسة سابقة لمركز كلاليت شملت 1,2 مليون إسرائيلي أظهرت أن لقاح فايزر/بايونتك يمنح حماية نسبتها 94 بالمئة من كوفيد-19.
لكن بين الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس ممّن تلقوا الجرعتين اللقاحيتين والبالغ عددهم في الدارسة 150 شخصا “كان معدّل انتشار العدوى (بالمتحور الجنوب إفريقي) أعلى بثمانية أضعاف مما كان عليه لدى الذين لم يتلقوا أي جرعة لقاحية”.
وبحسب الدراسة، التي نشرت نسخة أولية منها السبت وتجري حاليا مراجعتها، يشكّل المتحوّر الجنوب إفريقي ما نسبته أقل من واحد بالمئة من الإصابات بالفيروس في إسرائيل.
والدراسة الإسرائيلية هي الأولى التي تجري تقييما عمليا لقدرة المتحوّر الجنوب إفريقي على تخطي الدفاعات اللقاحية.
وبعد نجاح حملة التلقيح في إسرائيل، خفّفت الدولة العبرية قيود احتواء فيروس كورونا، إلا أن تدابير عدة لا تزال مفروضة بما في ذلك وضع الكمامات ونظام “جواز العبور الأخضر” الذي يخوّل حامله دخول وجهات محظورة على الذين لم يتلقّوا اللقاح.
وقال البروفسور في كلية شمونيس للطب الحيوي وأبحاث السرطان في جامعة تل أبيب، أدي ستيرن المشارك في إعداد الدراسة إن “المتحوّر الجنوب إفريقي قادر، إلى حد ما، على اختراق دفاعات اللقاح”.
كشفت دراسة إسرائيلية أن المتحوّر الجنوب إفريقي لفيروس كورونا أكثر قدرة من متحوّرات أخرى على “تخطي” دفاعات لقاح فايزر/بايونتك.
وبحسب الدراسة “يعني ذلك أن لقاح فايزر/بايونتك، وعلى الرغم من فاعليته الكبيرة على صعيد الحماية، لا يوفر على الأرجح مستوى الحماية نفسه من المتحوّر الجنوب إفريقي (بي.1.351) من فيروس كورونا”.
وقال “بما أننا وجدنا أن عددا قليلا جدا مّمن تلقوا اللقاح اصيبوا بالمتحوّر بي.1.351، لا جدوى إحصائيا للإفادة بتداعيات الإصابة”.
وصرّح دان باليسر من مركز كلاليت، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة، لفرانس برس أن النتائج قد تفيد الدول بشأن أفضل السبل لتخفيف القيود.
وقال باليسر إن التلقيح ووضع الكمامات وغيرها من التدابير الوقائية ساهمت على الأرجح في الحد من تفشي المتحوّر الجنوب إفريقي، على الرغم من أنه قادر على ما يبدو على اختراق دفاعات لقاح فايزر/بايونتك.
وتابع إن مزيجا من هذه العوامل “يحمي على الأرجح من تفشي متحوّرات الفيروس، بما فيها المتحوّر الجنوب إفريقي” بشكل كبير في إسرائيل.
وكانت دراستان نشرتهما أسبوعية “نيو إنغلند جورنال أوف مديسين” في شباط/فبراير أجرتهما المجموعتان المصنّعتان للقاحي فايزر/بايونتك ومودرينا، أظهرتا أن الأجسام المضادة أقل لدى متلقي اللقاح مّمن خالطوا مصابين بالمتحوّر الجنوب إفريقي، ما يشير إلى حماية أقل.
لكن أحد معدّي الدراسة صرّح لوكالة فرانس برس أن الاختبارات التي أجريت بيّنت أن المتحوّر الجنوب إفريقي قادر نسبيا على إصابة أشخاص تلقوا اللقاح، لكنها لا توفر أي بيانات حول مدى خطورة الأعراض التي قد تسبّبها لدى هؤلاء.
وأضاف إن الحد من “التدخلات غير الدوائية” يجب أن يكون تدريجيا “حرصا على عدم تخطي العتبة التي تمكّن هذه المتحوّرات من التفشي”.
أحدث التعليقات