وأوضحت الوثيقة أن هذا العمل المتصل بعبء الأمراض أسفر عن نتائج مهمة بشكل خاص بين الرجال (72 بالمائة من الوفيات حدثت بين الذكور)، وسكان إقليمي غرب المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا، والعاملين في منتصف العمر أو الأكبر سنا.
أكدت كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية أن ساعات العمل الطويلة تزيد عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والسكتة.
وخلصت الدراسة إلى أن العمل 55 ساعة أو أكثر أسبوعيا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة بما يُقدّر بنسبة 35 بالمائة، وبزيادة خطر الوفاة بسبب مرض القلب الإقفاري بنسبة 17 بالمائة، مقارنة بالعمل 35-40 ساعة أسبوعياً.
وأشار المتحدث إلى أن “هناك تفسيرات بشأن الأمر تربطه بعوامل كبرى مشكوك فيها لأكثر من عقد من الزمن، وهي القلق وعدم الحركة واستهلاك الكحول”.
وأوضح حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “كلما زادت ساعات العمل زاد احتمال خطر الوفاة والإصابة بالجلطة الدماغية وأزمات القلب”، موردا أن “دراسة سابقة أظهرت أن الخطر النسبي للإصابة بالسكتة القلبية يزداد بـ 1.13 نقطة، كما يزداد خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بـ1.33 نقطة”.
وفي هذا الإطار، أكد الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، أهمية هذه الدراسة، خاصة أنها صادرة عن منظمتين دوليتين بناء على أبحاث أجريت حتى قبل الجائحة، وتأتي في إطار دراسات سابقة حول عدد ساعات العمل وتوقيته، ليلا أم نهارا أم عملا غير منتظم.
وأشارت الوثيقة إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يعملون ساعات طويلة، ونسبتهم حاليا 9 بالمائة من مجموع سكان العالم. ويعرض هذا الاتجاه المزيد من الناس لمخاطر الإصابة بالعجز والوفاة المبكرة المرتبطة بالعمل.
سُجّلت معظم الوفيات بين أشخاص تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاما، كانوا يعملون لمدة تزيد على 55 ساعة أسبوعيا بين عمر 45 و74 عاما.
وجاءت هذه التحليلات الجديدة في وقت تسلط فيه جائحة “كوفيد-19” الضوء على أهمية الإدارة السليمة لساعات العمل، حيث تسرّع الجائحة حدوث تطورات قد تعزز الاتجاه نحو زيادة وقت العمل.
وبحسب تحليل عالمي هو الأول من نوعه لخسائر الأرواح والخسائر الصحية الناجمة عن ساعات العمل الطويلة، قدّرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية أن 398 ألف شخص لقوا مصرعهم بسبب السكتة و347 ألف شخص لقوا مصرعهم بسبب مرض القلب الإقفاري في عام 2016 جراء العمل أكثر من 55 ساعة أسبوعيا.
وحسب التقرير الحديث، ففي الفترة بين عامي 2000 و2016، عرف عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بسبب العمل ساعات طويلة زيادة بنسبة 42 بالمائة، وزاد عدد الوفيات الناجمة عن السكتة بنسبة 19 بالمائة.
وفي هذا الصدد، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “لقد أحدثت جائحة كوفيد-19 تغييرات عارمة في الطريقة التي يعمل بها كثير من الناس. فقد أصبح العمل من المنزل هو القاعدة في العديد من القطاعات، مما يشوش في كثير من الأحيان الحدود الفاصلة بين العمل والمنزل. إضافة إلى ذلك، اضطرت العديد من الأعمال التجارية إلى تحجيم أو إغلاق بعض عملياتها لتوفير المال، مما يضطر الموظفين الباقين إلى العمل ساعات أطول. ليست هناك وظيفة تستحق المخاطرة بالإصابة بالسكتة أو مرض القلب. يتعين على الحكومات وأصحاب العمل والعاملين أن يعملوا معا للاتفاق على حدود تحمي صحة العاملين”.
أحدث التعليقات