أما الواقعة الثانية عندما صرح لعدد من الصحف الوطنية يقول أنه نصح ابن كيران أن يأخذ بياناتنا التي يقول فيها أنه تم نشر “بيانات باسم المعتقلين في السجون يقولون إن ابن كيران ومجموعته خونة يتعاملون مع الأمن، وبدأوا يروجون لدعاية مفادها أن ابن كيران خائن يتعامل مع الخلطي ومع الدكتور الخطيب … وكان هذا البيان الذي نشر في بعض الجرائد قد شفع للسيد ابن كيران عندما اعتقل في أواخر سنة 1983 من طرف الفرقة الوطنية للشرطة”، فكيف تشفع بياناتنا لابن كيران لدى “ديستي” لتمتيعه بحسن السيرة وتأكيد تعاونه معه وفي نفس الوقت ينكران معا أي معرفة بنا. ويضيف الخلطي أنه هو من نصح ابن كيران بذلك.
تتوالى الردود بخصوص الخرجة التي أدلى بها المعتقل السياسي السابق أحمد حو، صاحب كتاب “عائد من المشرحة”، الذي وجه انتقادات في حوار له مع “الأيام” لعبد الاله ابن كيران مضمونها أن الأخير لم يتضامن معهم إبان اعتقالهم رغم انتمائهم لنفس التنظيم، و هي الشبيبة الإسلامية، ليرد عليه ابن كيران عبر “الأيام” أنه لا يعرفه في الأصل، و هو نفس الاتجاه الذي ذهب إليه الكومسير المتقاعد محمد الخلطي، الذي نشرنا له في عددنا السابق رد مطولا، أكد من خلاله بدوره عدم معرفته بالسيد أحمد حو، و أنه لا يتذكر أنه حقق معه في “درب مولاي الشريف”، لنتوصل برد ثان من صاحب مذكرات “عائد من المشرحة”، ننشرها كما توصلنا به.
2- يزعم الكومسير الخلطي أن ملف التعذيب الذي تورط فيه و قدم فيه اعتذارا للضحايا من كل المشارب في عدد من الصحف الوطنية قد طوي إلى غير رجعة بالتقادم، ولذلك أذكره أن دستور 2011 قد خصص الفصل 22 منه لعدم الإفلات من جناية التعذيب ونصها أنه: “لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، في أي ظرف، ومن قبل أي جهة كانت، خاصة أو عامة، لا يجوز لأحد أن يعامل الغير، تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة الإنسانية و أن ممارسة التعذيب بكافة أشكاله، ومن قبل أي كان، جريمة يعاقب عليها القانون”، واذكره أن هذه الجريمة لا تنتهي بالتقادم كما زعم، وهو ما قررته لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة خلال استعراضها الشامل للتقرير الدوري الرابع للمغرب سنة 2012، حيث اعتبرت في توصياتها إلزامية عدم السماح بإفلات الجناة من العقاب وأن ذلك لا يخضع لأي شكل من أشكال التقادم.
وأخيرا الكومسير العميد محمد الخلطي حي يرزق فقد سبق لبعض المواقع أن أعلنت عن وفاته، ويبدو أنه قد استطاب ذلك وقرر منذ سنوات التواري، وقرر كما قال عدم الخروج إلى وسائل الاعلام، لكن بعد صدور مذكراتي “عائد من المشرحة” زعم أنه اضطر للخروج من صمته في خطوة تبدو أنها منسقة مع صديقه السيد عبد الإله ابن كيران، فهما على الأقل يتفقان معا كونهما لم يعرفا باسمي إلا من بعد صدور العدد 943 لجريدة الايام بتاريخ 29 أبريل 2021، فمن يصدق أن رجل الاستعلامات القوي الذي خبر كل ملفات اليسار والإسلاميين والعامل بدرب مولاي الشريف الذي قضيت فيه حوالي ستة أشهر أنه لا يعرفني؟ و من يصدق السيد ابن كيران أنه هو الاخر لا يعرف عني شيئا وقد أجبته برسالتي المنشورة في نفس الصحيفة عن نفس الموضوع.
—————————————————————————————————-
1- على غرار ردي على السيد عبد الاله ابن كيران أذكر السيد الخلطي هو الآخر بواقعتين: الاولى في مطلع شهر شتنبر 1983 عندما حضر هو ومجموعة من مسؤولي الأجهزة الأمنية برئاسة الراحل ادريس البصري بالمعتقل السري الرهيب درب مولاي الشريف، وحتى ولو كنت حينذاك معصوب العينين فقد لمحت الخلطي وهو يزبد ويرغد ويهدد بأوخم العواقب.
أعلم أنه تجمع بين الرجلين “صداقة” يعرف الكل كنهها، ولكن ذلك لا يعطيه الحق في تزوير الحقائق التي أضحت معلومة لدى البعيد قبل القريب.
و أذكر السيد الخلطي أن ديباجة الدستور قد أشارت بوضوح إلى: “حماية منظومتي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والنهوض بهما، والإسهام في تطويرهما، مع مراعاة الطابع الكوني لتلك الحقوق، وعدم قابليتها للتجزيء”، وهو ما يعني الالتزام بكونية حقوق الانسان وما تقرره اللجنة المعنية بالتعذيب في الامم المتحدة يدخل ضمن ذلك، فمن أين طوى الكومسير ملفه؟ وهو الذي يزعم أن الشخص الوحيد الذي انزعج من هذا الاعتذار هو النقيب ذ عبد الرحيم الجامعي واعتبره أنه افترى عليه، لمجرد أنه قال أنه لا يمكن التسامح مع الجلادين ولأنه طالب بتحريك دعوى قضائية في حقه، علما أن الضحايا من مختلف المشارب لا يجمعون كما زعم على قبول ذلك الاعتذار، وما عليه إلا أن يفتح عينيه ليرى الحقيقة، و أسوق له هنا على ذلك تصريح زوجة محمد الرايس الذي غيب في دهاليز تازمامارت لأزيد من 18 سنة وهي تقول: “وبمجرد أن رفعت السماعة قال لي الكومسير الخلطي بنبرة تهديد: ها حنا طلقنا ليك راجلك، وخلينا عليك فالتيساع، فجاء ردي سريعا: نتوما اللّي خاصكم تخليوني عليكم مع راجلي ووليداتي فالتيقار، ويلا ما هنيتونيش راني ماغاداش نجمع يدي وفمي، فضحك الخلطي، وطلب مني أن أصفح عنه وأسامحه. ولمزيد من التوضيح، فالخلطي هو الذي كان مكلفا بمراقبتي، وهو من كان يبعث رجال الأمن ليداهموا بيتي بعد منتصف الليل وليحرضوا علي رؤسائي في العمل، وكان يبعث سيارات تربض أمام بيتي وتحصي علي أنفاسي وأنفاس أبنائي وزواري، وأخرى تتعقب خُطايَ وترهبني أنا ومن يرافقني.. كل هذا كان من فعل هذا الكوميسير الذي حينما أحيل على التقاعد أرسل إلي بعض معارفنا يطلب مني أن أسامحه. لقد تسبب الخلطي في كثير من الأذى للعديد من الأبرياء والمقهورين، فهل ينفع اعتذاره بعد كل التنكيل والتعذيب والترهيب الذي مارسه هو وأمثاله على نساء وأطفال ورجال لا حول لهم ولا قوة؟”، و هنا ينتهي كلام زوجة الرايس.
أحدث التعليقات