عندما تصبح مديراً للمرة الأولى فإن هذا يعني أن حياتك لن تكون أبداً كما كانت من قبل، لأنك أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة من حياتك العملية ستواجه فيها تحديات لا نهاية لها تتمثل في تحقيق الأهداف الموكول إليك تحقيقها من خلال الآخرين، وتلك التحديات هي جوهر عملية الإشراف والإدارة.
1ـ الشهور الأولى:
منذ الأسبوع الأول من توليك مهمة الإدارة لأول مرة ستلاحظ تطورات مدهشة تمر بك، فيجب عليك أن تدرك الكثير من الحقائق:
· لا تعتقد أن جميع الناس في إدارتك سيكونون سعداء بقدومك؛ فبعضهم يعتقدون أنهم أحق منك بهذا المنصب، والبعض الآخر من الحاقدين سيتمنون فشلك.
· وسيبدأ على الفور فريق (نعم) الالتفاف حولك لأنهم سيعتبرونك جواز مرورهم إلى أطماعهم الشخصية، وقد لا تكون جميع مراميهم سيئة، ووسائلهم في التقرب إليك لن تخلو من شيء مرغوب.
· وسيضعك فريق آخر من مرءوسيك في اختبار مبكر بتوجيه الأسئلة إليك للتعرف على نوعية إجاباتك، وما إذا كنت من النوع الذي يمكن أن يقول: لا أعرف، أو من النوع الذي يتمادى في التمويه.
· أما الأغلبية فسيفضلون طريقة (انتظر) وهو ما تتمناه، فهم لن يمتدحوك، أو يذموك؛ قبل أن يروا تصرفاتك وأسلوبك في الإدارة.
· وسيتم تقويمك من الجميع بمقارنتك بسلفك في الإدارة؛ فإن كان أداؤه ضعيفاً فسيبدو أداؤك أفضل، وإن كان سلفك على درجة عالية من الكفاءة فسيكون الحكم عليكم قاسياً، وفي كلتا الحالتين فإن أمامك عملاً كبيراً يجب عليك أن تؤديه.
· ومن أول القرارات التي يجب أن تتخذها هو أن تتجنب إحداث تغييرات سريعة في طرق العمل ما لم تكن قد جئت مزوداً بتعليمات معينة من الإدارة العليا للتغيير، وفي غير هذه الحالة كن صبوراً ولا تتعجل، فقد ينظر إلى التعديلات العاجلة وكأنها إهانة لمن سبقك، وقد تواجه تغييراتك المقاومة من المرؤوسين.
· وغالباً ما يلجأ المديرون الجدد إلى التماس المشورة من رؤسائهم ولا يلجأون إلى مرءوسيهم، مع أن لديهم الكثير والكثير، وهم الذين سيقوم أداؤك في النهاية بأدائهم.
· إذا أردت أن تكون قدوة حسنة لمرءوسيك فابدأ عملك دائماً في المواعيد الرسمية المحددة.
وخلال الشهرين الأولين احرص على عقد جلسات حوار مع مرؤوسيك، ولا تفعل ذلك في الأسبوع الأول لتعطيهم فرصة للتعرف عليك، وأن تعقد هذه الجلسات في مكتبك بهدف تنمية طرق اتصال بينك وبينهم، وأعط اهتماماً جيداً لما يقولون، وحاول التعرف على ميولهم واتجاهاتهم وطموحاتهم، واجعل بينك وبينهم نوعاً من الألفة، وستكتشف في الشهور الأولى أن مهارتك الفنية ليست في درجة أهمية علاقاتك الإنسانية.
عقبات في الطريق:
من أهم الصعاب التي ستواجهك وأنت حديث العهد بالإدارة أصدقاؤك القدامى الذين تحولوا إلى مرؤوسين لك، وتلك مشكلة من المشكلات التي لا يوجد حل ناجح لها، فأنت لا تريد أن تؤثر صداقاتك لا في عملك ولا في أعمالهم، والصديق الصدوق هو من يقدر الموقف، ولكن للأسف فإن الكثيرين من هم لا يقدرون ذلك؛ وربما لهذا السبب تلجأ المؤسسات إلى تعيين المدير الجديد من خارج الإدارة، أو المؤسسة كلها.
لا تخص أصدقاءك بأية مزايا تفضيلية، بل عاملهم على قدم المساواة مع زملائهم، وتجنب معاملتهم معاملة سيئة لمجرد أنك تريد أن تثبت للآخرين حيادك
أحدث التعليقات