من جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية المغربية أن «موقف بعض المسؤولين الحكوميين الإسبان، الذي يتضمن حكماً مسبقاً على رد الفعل المغربي، ويحاول التقليل من التداعيات الخطيرة على العلاقات، لا يمكن أن يحجب هذا الوضع المؤسف».وخلص البيان إلى أن الحفاظ على الشراكة الثنائية «مسؤولية مشتركة يغذيها الالتزام الدائم بالمحافظة على الثقة المتبادلة، واستمرار التعاون المثمر وحماية المصالح الاستراتيجية للبلدين».وكانت مجلة «جون أفريك» قد نشرت خبراً مفاده أن زعيم جبهة البوليساريو أُدخل بشكل طارئ إلى مستشفى بإسبانيا في 21 من أبريل (نيسان) الماضي، تحت اسم مستعار جزائري هو محمد بن بطوش.
وتناقلت وسائل إعلام منذ تداول نبأ وصول غالي إلى إسبانيا عدة تصريحات لصحراويين، يتهمونه فيها بارتكاب جرائم اغتصاب وتعذيب، مطالبين السلطاتالإسبانية بمحاكمته.وأعلن متحدث باسم المحكمة الإسبانية العليا الجمعة أن غالي استدعي للمثول أمامها في الأول من يونيو (حزيران)، في قضية «تعذيب» مرفوعة ضده بإسبانيا.
قد يهمك ايضا:
وبعد أن اعتبرت أن التذرع بالاعتبارات الإنسانية «لا يبرر هذا الموقف السلبي»، أوضحت الخارجية المغربية أن هذه الاعتبارات «لا تبرر أيضاً المناورات التي يتم القيام بها من وراء شريك وجار»، مضيفة أنه لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن «تشكل وصفة سحرية يتم منحها بشكل انتقائي لزعيم ميليشيات (البوليساريو)، في وقت يعيش فيه آلاف الأشخاص في ظل ظروف لا إنسانية في مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر).كما أشار بيان الوزارة إلى أنه «لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن تشكل ذريعة لتقاعس القضاء الإسباني، رغم تلقيه شكاوى موثقة»، موضحاً أنه «لا يمكن تطبيق القانون، والحفاظ على حقوق الضحايا في ظل سياسة الكيل بمكيالين، وازدواجية المعايير». وزاد البيان قائلاً: «إنه لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن تشكل تفسيراً للتواطؤ بخصوص عملية انتحال هوية، وتزوير جواز سفر بهدف التحايل المتعمد على القانون». مبرزاً أنه لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أيضاً أن تشكل مبرراً للتنكر للمطالب المشروعة لضحايا الاغتصاب والتعذيب، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي ارتكبها زعيم ميليشيات «البوليساريو».
جمعية اليهود المغاربة بالمكسيك تدعو إلى اعتقال إبراهيم غالي
في بيان صارم صدر فجر أمس، وعد رفضاً قاطعاً للرباط لمبررات إسبانيا بشأن استقبال الأمين العام البوليساريو، إبراهيم غالي، للعلاج في إحدى مصحاتها، قالت وزارة الخارجية المغربية إن قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات جبهة البوليساريو إلى أراضيها، «ليس مجرد إغفال بسيط، بل هو فعل يقوم على سبق الإصرار، إضافة إلى كونه خياراً إرادياً وقراراً سيادياً لإسبانيا، أخذ المغرب علماً كاملاً به، وسيستخلص منه كل التبعات».وذكرت الوزارة في البيان ذاته بأنه منذ أن استقبلت إسبانيا غالي، المتهم بارتكاب «جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ضاعف المسؤولون الإسبان من التصريحات التي تحاول تبرير هذا الفعل الخطير، الذي يخالف روح الشراكة وحسن الجوار».
وقفة احتجاجية في إسبانيا للمطالبة باعتقال إبراهيم غالي
أحدث التعليقات