المهمة الأصعب
تعليقًا على زيارة فريق من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، ومسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إلى السعودية، والإمارات، والأردن، ومصر، رأى تحليل لمعهد “ستراتفور” أن واشنطن تسعى إلى تهدئة مخاوف حلفائها العرب من العودة المحتملة إلى الاتفاق النووي الايراني.وذكر التقرير أن الوفد الأمريكي الذي يترأسه منسق الشرق الأوسط في إدارة بايدن بريت ماكغورك، يهدف إلى نزع فتيل التوتر في المنطقة، وطمأنة الحلفاء التقليديين في الخليج بمواصلة الجهود الدبلوماسية والتعاون العسكري.
وأشار التحليل إلى أن شركاء الولايات المتحدة في المنطقة يشعرون بالقلق من تهميش إدارة بايدن لمخاوفهم، وأهدافهم الأمنية القومية، بموازاة تقدّم المحادثات النووية مع إيران “ما يُصعّب على واشنطن مهمة تحقيق التوازن في المنطقة”.
ووفقاً للتحليل، فإن هذه المعضلة “تجبر الولايات المتحدة على الموازنة بين احتياجات شركائها من الدول العربية، ورغبتها في تحقيق الاستقرار في المنطقة، بالتوسط في صفقة يمكن أن تبطئ الانتشار النووي الإيراني أو تجمده”.
التنسيق الأمريكي الخليجي
واعتبر التحليل أن مبيعات الأسلحة الأمريكية ستُساهم أيضاً في الحفاظ على متانة العلاقات الأمريكية العربية.
تغلغل الصين في الخليج
وإذ أشار التحليل إلى أن “السعودية والإمارات سترحّبان بفرض قيود على تطوير طهران قدراتها النووية، سواء بعودة إيران إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، أو توقيع بصفقة جديدة تماماً”، استبعد “ستراتفور” أن تكبح إيران نشاطها النووي دون رفع العقوبات الأمريكية، وهي الخطوة التي تخشى أبو ظبي والرياض، أن تؤدي إلى “تزويد إيران بتمويل إضافي لميليشياتها الناشطة في المنطقة وبرنامج صواريخها الباليستية”.
ورقة واشنطن الرابحة
وبما أن احتواء تصرفات خصوم الولايات المتحدة، بما فيهم إيران، وتعزيز الاستقرار الإقليمي بمكافحة الإرهاب والدعم الاقتصادي، سيظلان من أهداف واشنطن الإستراتيجية الأساسية في الشرق الأوسط، يقول التقرير إن ذلك “سيجبر واشنطن على مواصلة التنسيق الوثيق مع شركائها في الخليج العربي، بما أن النشاط المليشيوي الجهادي المناهض لحكومات المنطقة لا يزال يشكل تهديدات إقليمية”.
كما تطرّق التحليل إلى ارتفاع مبيعات الأسلحة الصينية، وتغلغل بكين تجارياً في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، الذي أصبح في السنوات الأخيرة مصدر قلق للأمن القومي في واشنطن، لرغبتها المتنامية في التحول إلى محور آسيا واحتواء النفوذ الصيني العالمي.
ولذلك، اعتبر التحليل أن “ورقة واشنطنالرابحة ستكون مواصلة التعاون العسكري، وصفقات الأسلحة مع الدول العربية”، مستشهداً بالاتفاق الأمريكي العراقي على استمرار التعاون في إطار مبادرات استشارية وتدريبية إستراتيجية، رغم تمسك بغداد، بسحب كل القوات المقاتلة من العراق قريباً.
وأشار التحليل إلى أن مصر والأردن، وهما من أكبر الحاصلين على المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية، على الصعيدين العالمي والإقليمي، ويستبعد أن يشهد هذا الوضع تغييراً كبيراً في عهد إدارة بايدن.
قد يهمك ايضا:
معهد ستراتفوريؤكد أن واشنطن تسعى إلى تهدئة مخاوف العرب من العودة إلى الاتفاق النووي

أحدث التعليقات