الفيديو الذي اختارت البحرية الإسبانية بدقة توقيت نشره انتشر كالنار في الهشيم في جل مواقع التواصل الاجتماعي حيث حضي بتفاعل واسع من طرف النشطاء الذين كالوا عبارات الشكر والثناء لعناصر البحرية الإسبانية على تعاملهم الإنساني مع المهاجرين المغاربة وتدخلهم السريع لإنقاذ أرواحهم .
تعمدت البحرية الإسبانية خلال الأسبوع الجاري نشر مقطع فيديو يوثق لإنقاذها لعشرات المهاجريين السريين المغاربة في عرض المتوسط وحملهم على متن زوارقها نحو الضفة الأخرى وذلك بالتزامن مع الهجرة الجماعية لعشرات الشبان من شاطئ مدينة الفنيدق نحو سبتة المحتلة وما رافق ذلك من موجة غضب بسبب ما اعتبر ه البعض تهميشا من طرف الدولة للشباب ودفعهم للموت غرقا بحثا عن لقمة العيش.
ولعل أغلب الذين امتدحوا إسبانيا وطريقة معاملتها “للحراكة” لم يستوعبوا حقيقة الصورة التي تريد إسبانيا تسويقها للمجتمع الدولي بإظهار نفسها كمنقذة لأرواح المغاربة الذين اختاروا المغامرة بحياتهم هربا من قساوة العيش في المغرب في محاولة لتلميع صورتها على حساب المملكة.
ورغم محاولتها رسم صورة بطولية عن طواقمها للإنقاذ في عرض المتوسط وتسويق مشهد الجانب الإنساني لعناصر البحرية الإسبانية إلا أن التاريخ الأسود لإسبانيا في معاملة المهاجرين السريين يظل شاهدا على عشرات الجرائم التي راح ضحيتها شبان مغاربة في مقتبل العمر حيث كان أصحاب البواخر الإسبان لايترددون لوهلة واحدة في رمي المهاجرين السريين في قعر البحر بمجرد القبض عليهم مختبئين داخل السفن المتجهة نحو الضفة الأخرى فضلا عن لا مبالاة عناصر الحرس المدني الإسباني باستغاثة المهاجرين الذين يواجهون مشاكل في الإبحار في عرض المتوسط حيث يتركون ليواجهوا الموت جوعا وعطشا في مشهد يذل على نذالة الجار الشمالي للمملكة والذي يحاول اليوم تقديم الدروس في الإنسانية للمغرب .
أحدث التعليقات