وهذه اللعبة السياسية، تنخرط فيها جميع الأحزاب، ويكون الغلبة فيها للأحزاب القوية التي استطاعت أن ترسخ مكانتها في المشهد السياسي المغربي، وكذلك قدرتها على كسب شعبية محترمة عند المواطنين والمهتمين بهذا المجال.
مع اقتراب موعد الانتخابات، تبدأ السجالات السياسية، والصراع الإعلامي، وإنتاج خطابات متنوعة يطغى عليها التراشق الكلامي وابتداع أشكال مختلفة للتأثير على الخصم.
ويلعب دور البطولة في هذا السجال، كل من حزب العدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار، والملاحظ أن لغة الخطاب عندهم يطغى عليها طابع الإتهام والتشكيك في المصداقية والنزاهة، وتوظيف كل الطرق المتاحة.
ويبدو أن التحضير للانتخابات المقبلة لسنة2021 مختلف عن سابقاتها، بسبب التأثير الكبير الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، وظهور فئة جديدة من المتتبعين، التي لم تكن تعير اهتماما للشأن السياسي المحلي والوطني في مراحل سابقة، حيث أصبحت تشكل قوة ضاغطة، سواء بالتعبير عن أفكار معينة أو إعادة نشر ماهو متداول أو بإسقاط أحداث وقعت في بلدان أخرى على الواقع المغربي دون اعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمغرب.
وما يميز التحضير للانتخابات هذه السنة، طبيعة المواضيع المطروحة والإشكالات الكبرى على طاولة الحكومة، ومن أبرز هذه الملفات، اعتماد القاسم الانتخابي ومشروع تقنين القنب الهندي، وملف أساتذة التوظيف الجهوي ( الأساتذة المتعاقدون). ملفات ما زالت تثير الكثير من الجدل و تصادم وجهات النظر إلى حد التضاد، مما يوسع الهوة بين الناخب والمنتخب، ويخفض منسوب الثقة في الشعارات المرفوعة والبرامج المزمع تنزيلها من طرف الأحزاب أثناء الحملات الانتخابية.
المغرب 24 : حمزة الورثي
إن المنتخبين يتم وضعهم أمام مشهد ملتبس، يجدون أنفسهم وسط دوامة أشبه ما تكون قبَليةٌ في طابعها، فالآلية المستخدمة غالبا ما تبتعد عن السياسة المنشودة، فيتم نعتها من قبل المتتبعين بالشعبوية المفرطة، وغير الصحية.
وتبقى عديد الأسئلة لها راهنيتها، وعالقة على جدار الأحزاب السياسية تنتظر إجابات شافية: هل الأحزاب السياسة قادرة على تجاوز التصريحات الرنانة والفضفاضة إلى برامج قابلة للتنزيل محددة بالزمان والمكان؟ متى تعتبر الأحزاب السياسية المغربية المواطن المغربي له حقوق يجب أن يتمتع بها، ويجب عليها أن تتكلف بحمايتها بدل اعتباره رقما في معادلة انتخابية؟ هل للأحزاب السياسية الجرأة الكافية للتعامل مع المواطن بشفافية بدل رفعه شعارا انتخابيا ً لكسب الأصوات؟ …
أحدث التعليقات