وفي نفس السياق ووفقا لتصورات الرجال، فالأماكن العامة هي التي شهدت زيادة ملحوظة للعنف على مدى السنوات الخمس الماضية إذ يعتقد أكثر من 78٪ من الرجال أن العنف قد ازداد في هذا الفضاء (79٪ في الوسط الحضري و75٪ في الوسط القروي).
ويعتبر الرجال ذوي المستويات التعليمية المتقدمة أكثر إدراكا للعنف النفسي مقارنة بالآخرين؛ 24٪ بين ذوي المستوى التعليمي العالي مقابل 17٪ من ذوي المستويات الأخرى.
أما في ما يتعلق بتصورات العنف حسب فضاءات العيش الأكثر عرضة للعنف، فرغم أن الفضاء الزوجي هو الأكثر عنفا من حيث معدل الانتشار، إلا أنه ينظر إليه على هذا النحو من قبل 21 ٪ من الرجال فقط، فيما يعتبرون الأماكن العامة هي الفضاء الأكثر عرضة للعنف (58٪).
وأشارت إلى أن العنف يظهر في شكله النفسي بالنسبة لـ 19٪ فقط (21٪ في الوسط الحضري مقابل 17٪ في الوسط القروي) بالرغم من أن هذا الشكل هو الأكثر شيوعا عند الرجال من حيث معدل انتشار العنف. كما ينظر إليه في شكله الاقتصادي لدى 8٪ وفي شكله الجنسي لدى 5٪ من الرجال.
أفادت المندوبية السامية للتخطيط بأن فجوة سجلت بين تجارب وتصورات العنف لدى الرجال في ما يتعلق بمجال وشكل العنف.
وأوضحت المندوبية في مذكرة جديدة حول “تمييز العنف بين النساء والرجال والتصورات الذكورية للعنف” أن العنف، يتمثل للوهلة الأولى، لدى ما يقرب من 66 في المئة من الرجال في شكله الجسدي (64٪ في الوسط الحضري مقابل 68٪ في الوسط القروي).
ويأتي السياق الزوجي في المرتبة الثانية من حيث زيادة العنف حسب 58٪ من الرجال (59٪ في الوسط الحضري و55٪ في الوسط القروي). ويلاحظ تزايد العنف الزوجي، بشكل خاص، من قبل الرجال المطلقين (64٪) والذين تتراوح أعمارهم بين 45 و59 سنة (61٪).
وتعزى هذه الفجوة بين تجارب وتصورات العنف أساسا، إلى الجانب العام للعنف في الأماكن العامة وتغطيته الإعلامية المتزايدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مما يجعله أكثر وضوحا وبالتالي أكثر لفتا للانتباه، على عكس العنف المنزلي والمؤسساتي المتميزان بطابعهما الخاص أو الذي يعاش في صمت.
أحدث التعليقات