ويحرص إبراهيم على بذل ما في وسعه لتحضير ورقة البسطيلة بسرعة متناهية للاستجابة لطلبات الزبناء، مستعينا بطاولة أعدت خصيصا لهذا الغرض وفرنين ومقلاتين مصنوعتين من الفولاذ المقاوم للصدأ، تصلحان لطبخ وريقات الكريب أو البسطيلة.
أمام صف طويل لا يكاد ينتهي، ينتظر الجميع وصول دوره أمام شاب يحضر أوراق البسطيلة لاقتنائها من أجل إنجاز “بسطيلات” صغيرة الحجم أو بريوات مالحة أو حلوة حسب الأذواق، بالإضافة إلى عدد من الوصفات الأخرى التي تميز فن الطبخ المغربي.
وتبدأ النساء المغربيات تحضير هذه الأكلة، وحشوها بمكونات تتنوع بين السمك أو الدجاج أو اللحم المفروم أو الجبن أو الخضر فقط، قبل حلول شهر رمضان بعدة أسابيع من أجل تخزينها في الثلاجات، والاكتفاء بطهيها قبل لحظات من حلول موعد الإفطار.
وتزين الأكلات المصنوعة من أوراق البسطيلة المحشوة، التي يكثر عليها الطلب بشدة عشية حلول شهر رمضان وطيلة أيام الشهر الفضيل، الموائد المغربية بأشكال مختلفة وفي وصفات متنوعة.
تندلع الخلافات بين الحاضرين حول موعد حلول دور كل واحد منهم، ويتجاذبون أطراف الحديث في ما بينهم حول حشوة هذه الأكلة اللذيذة التي تميز المطبخ المغربي، في انتظار اقتناء كيلوغرامات من هذه الورقة التي جرى تحضيرها بدقة وحرفية عالية.
ليس بمقدور أي كان تحضير أوراق البسطيلة، على اعتبار أنها خبرة متوارثة جيلا عن جيل ويتطلب النجاح في إعدادها الكثير من الخبرة والتجربة.
أحدث التعليقات