أصدرت حركة الطفولة الشعبية تقريرا تركيبيا تفاعليا حول” حقوق الأطفال في زمن الجائحة” يغطي التقرير الفترة ما بين شهر مارس 2020 إلى مارس 2021. ويهدف بالأساس إلى إبراز بعض أوجه معاناة فئة هشة باغثها كما باغث الجميع وباء تنتشر عدواه بسرعة وحجر صحي قاسي وتدابير وإجراءات منهكة …ومدى تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على حقوق الطفل. يشتمل هذا التقرير على سبعة محاور أساسية تم التمهيد لها بجانب نظري يسعى لتسليط الضوء والمقاربات المنهجية المختلفة المتعلقة بالطفولة في زمن الجائحة، كما يهدف بشكل خاص إلى رصد واقع الطفولة خلال هذا الزمن في سنته الاولى من خلال تجميع وتحليل المعطيات، لذلك واستنادا إلى المعلومات المتاحة، يتبع المقدمة المحور الأول، وهو عرض وضعية الطفولة المغربية واقع ومفارقات، يرسم وضع الأطفال الديموغرافي والاجتماعي في المغرب ويطرح التحديات الأساسية لواقع الطفولة ببلادنا عشية الجائحة استنادا على احصائيات تهم كل مجال يستهدف معرفة موضوعية وذات مصداقية. فبالإضافة الى غياب أرقام مدققة جراء تقادم يطالها لعدم تحيينها من طرف الجهات المعنية. يتضمن هذا المحور معطيات ترسم صورة تقريبية لهذه الأوضاع ويختتم بإلقاء نظرة على تداعياتها في مجالات عدة. استندنا فيها على مجموعة من المؤشرات الوطنية المرصودة في عدد من الدراسات والأبحاث التي تمت في العقد الأخير، محاولين قدر المستطاع اعتماد المؤشرات الحديثة والمحينة منها بالرغم من الصعوبات المرتبطة بالوصول إلى كافة المعطيات الخاصة بمجال الطفولة في زمن الجائحة.
أما المحور الثاني فيتناول اهم المرجعيات الحقوقية ؛ الدولية من اتفاقيات ومواثيق . والوطنية ؛ في الدستور والتشريعات ذات العلاقة بالطفل وحقوقه . سعيا منا اتخاذ هذا المحور بمحتواه ومضامينه المعيار الذي يوضح حالة الحقوق في ظل الجائحة التي اثرت بشكل مباشر على الأطفال باعتبارهم أحد الحلقات الهشة بالمجتمع. ومس هذا التأثير بالحقوق في مجالات الحماية والصحة والتعليم والترفيه …
وبخصوص المحور الثالث المعنون بالجائحة: البدايات، التداعيات فيبرز مراحل انتشار جائحة كورونا منذ اعلان المنظمة العالمية للصحة أن تفشّي هذا الوباء قد بلغ مستوى” الجائحة العالمية”. والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومات وما نجم عنها من اثار على تقييد الحركة في البلاد أدت الى الحجر المنزلي وتقييد حرية التنقل وانحسار حركة الافراد وحجمت من تمتع الأطفال بإيقاعات حياتهم الطبيعية التي تمنحهم التعلم واللعب والنمو في بيئة سلمة.
أما المحور الرابع فقد خصص لرصد أبرز مجالات التضييق على حقوق الطفل زمن الجائحة والتي تجلت في تأثير مركب على الأطفال خصوصا المكوث المتواصل المسترسل بنفس السكن وانعكاساتها على الحياة اليومية. وتداعياتها النفسية بما في ذلك زيادة مستويات القلق والخوف. والقيود المفروضة على الوصول إلى خدمات دعم الصحة النفسية والعقلية بسبب الوباء، وتفشي مخاطر العنف الجسدي والنفسي والجنسي ضد الأطفال، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما يتناول دور الاعلام في زمن الجائحة وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بأنشطة الطفولة في الدعم والمواكبة للتخفيف من وقع الجائحة على حياة المواطنات والمواطنين وخصوصا الأطفال.
أحدث التعليقات