وأكد العلام أن حزب المصباح يلجأ لاستخدام هذا الخطاب لأنه لا يملك، وسائل أخرى تملكها باقي الأحزاب، إذ أن هناك أحزاب توزع الأموال، وأحزاب تلجأ إلى إديولوجيات معينة، وبتالي فإنَّ الحصن الرابح لحزب العدالة والتنمية هو نقاش الهوية.
وذكر أستاذ العلوم السياسية أنه في أمريكا، سمح الأباء المؤسسون للاتحاد الأمريكي بدخول اللوبيات، كلوبي البندقية ولوبي السجائر، مع لوبي الخمر، لأنها لوبيات، بالنسبة للعلام، “تحدث توازنات”.
وتسائل العلام في مقابل ذلك، هل تراجع حزب العدالة والتنمية عن الهوية أم عن الاستخدام المفرط للهوية؟، مضيفًا “حزب العدالة والتنمية تراجع فعلا عن توظيف هذا الخطاب، ولكنه كلما حشر في الزاوية، أو كلما يشعر أنه في تراجع انتخابي وشعبي يلجأ إلى الافراط في استخدام هذا الخطاب (الهوية المفرطة).
وقال المتحدث ذاته “نحن في المغرب، بحاجة أيضًا إلى توازن سياسي، والإشكال ليس في إفراط حزب العدالة والتنمية في استخدام الهوية، بل الأحزاب السياسية الأخرى تبقى هويتها باهتة ولم تعد لها هوية معينة، ويمكن أن تؤدي الإنتهازية السياسية التي يلجأ إليها حزب العدالة والتنمية إلى هذا المصير نحو هوية باهتة”.
قال عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، إنَّ إنكار قيادة حزب العدالة والتنمية للبراغماتية، يُعبر عن غير فهم لقواعد اللعبة السياسية، جاء ذلك، ردًا على تصريحات القيادية في حزب المصباح بسيمة الحقاوي، التي رفضت وصف الممارسة السياسية لحزبها بـ “البراغماتية”.
واعتبر العلام أن “هذا أمر ليس مدعاة لتجريم، بل من حق أي حزب سياسي أن يعود إلى هويته وحتى الافراط في الهوية، أما المعارض والباحث المهتم وظيفته ان يهاجم ذلك، والحزب يعمل على مقاومة هذا النقد”.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن “من ينكر كونه براغماتيا، كيف ما كان لون حزبه السياسي، فإنه لا يفهم قواعد اللعبة السياسية، أو أنه يخفي شيئا، ومن الطبيعي أن يكون لأي حزب سياسي نفس براغماتي، وإلا فأنه لا يفهم في السياسة”.
العدالة والتنمية يُمارس “الانتهازية السياسية”
“الإنتهازية” قد تؤدي بالعدالة والتنمية إلى هوية “باهتة”
وقال العلام ضمن مداخلته في ندوة تفاعلية، نظمها موقع “لكم” الخميس، عبر تقنية البث المباشر، ضمن سلسلة ندوات لإذكاء النقاش السياسي ستبث طيلة شهر رمضان، إن “الغاية من العمل السياسي، وهو عمل بحد ذاته براغماتي”.
وتابع العلام: “إذا كان لا يمكننا الكذب على بعضنا البعض، فإن الكذب في الحياة السياسية مباح، ويمكن أن يكون كأحد الحلول، وضرب مثلا افتراضيا لو أن الحكومة وجدت نفسها اليوم بأنها عاجزة عن دفع رواتب موظفيها، فلو أنها صارحت الرأي العام بهذه الحقيقة فإن هذا الإعلان سيؤدي إلى الهاوية، و”هذا يعني أن السياسي لا بد أن يُداري ويخفي بعض الأمور، ويقول أشياء ويخفي أخرى”.
وأفاد العلام أن هذا يُحيل، إلى سؤال خفي خلف البراغماتية السياسية التي يمارسها حزب العدالة والتنمية، ويتعلق السؤال بهل يمارس حزب العدالة والتنمية الانتهازية السياسية؟، مشيرا إلى أن “البراغماتية يلجأ إليها الجميع، بما فيهم الأحزاب ورؤساء الدول”.
أحدث التعليقات