الإسلام في جوهره روح ونظام، ممارسة فردية وجماعية، يرتكز على بنيويات حضارية ثقافية ومدنية حاضرة في وجوده وضامنه لاستمراره. لا يمكن تجاهلها لأنها واقع، ولا يمكن تفويتها ولا إلغاؤها، لأنها من شروط واقعه كذلك، بيد أن الممكن تطويرها وتنميتها. وهذه المرونة هي ما يضمن الحفاظ على روح الإسلام وجوهره وقدراته على الاستجابة للمعاصرة المستقبلية.
الحلقة 5
لقد بدأت مسيرة الأمة الإسلامية من تحقيق العقيدة الإلهية الإسلامية وإرسائها، ودعوة البشر كافة إليها لتكوين أمة إسلامية واحدة أساسها وحدانية الخالق، ووحدة النبي الرسول، ووحدة القرآن، ووحدة الهدف. كما جاء في القرآن الكريم “وإن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون”.
وقد ارتأينا بمناسبة شهر رمضان المبارك، أن ننشر على حلقات بعضا من هذه المقالات المنشورة في الكتاب المذكور أو غيره، تعميما للفائدة ومساهمة منا في نشر فكر عبد الهادي بوطالب الذي يعد من رواد الفكر الإسلامي التنويري.
النظام السياسي في الإسلام
وينبثق التشريع في الإسلام من عقيدة ثابتة، هي شهادة التوحيد لله، والإيمان المطلق برسالة الرسول. فالعقيدة الإسلامية تتميز بوحدة النشأة والمبادئ والأهداف. والشريعة الإسلامية ثابتة الأصول، لا مجال لتغيير مبادئها وأهدافها وخصوصياتها. وهي قابلة للتطور والملاءمة باكتساب قوالب وأنماط لا تمس جوهرها وروحها.
وعلى ذلك فالأمة الإسلامية تعيش في حدود روحية ضمن وطن المسلمين المشترك الذي هو أرض الإسلام.
1-تمهيد
من بين القضايا التي استأثرت باهتمام الأستاذ الراحل عبد الهادي بوطالب، قضايا الإسلام المعاصر. اهتمام الفقيد بهذا الموضوع، يعود من جهة إلى كونه من خريجي جامعة القرويين ، عالما علامة، ومن جهة أخرى إلى كونه تحمل مسؤولية مدير عام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم في مرحلة احتل فيها النقاش حول ما سمي بالصحوة الإسلامية، بعد الثورة الإيرانية، صدارة الأحداث والاهتمامات السياسية والفكرية في ذلك الوقت، حيث يجدر القول، بأن نفس القضايا مازالت مطروحة إلى اليوم، والتي خاض فيها الأستاذ عبد الهادي بوطالب بالدراسة والتحليل عبر العديد من المقالات والمحاضرات التي نشر البعض منها في كتاب من جزأين، تحت عنوان، “قضايا الإسلام المعاصر”. وهي كتابات مازالت لها راهنيتها.
أحدث التعليقات