يعد النسر رمزاً وطنياً في الولايات المتحدة وألمانيا وأماكن أخرى من العالم. وعادة ما يميل المصورون إلى التقاط صورٍ لهذه الكواسر وهي تسامق عنان السماء الزرقاء بكل هيبة ووقار.
لكن الوضع كان مختلفاً في جزر “ألوتيان” بولاية ألاسكا، حيث لاحظتُ أن النسر الأصلع
(ويسمى علمياً Haliaeetus leucocephalus) كان أكثر شراسة وحِدَّة. فقد كانت أسراب هذا الطير متسخة مبلَّلَة الريش، وكانت تتعارك فيما بينها، غير مكترثة بأن هناك من ينظر إليها على أنها رمز وطني. ولعل الأميركان وجدوا في قدرة هذه الطيور على الصمود أمام قسوة الطبيعة وشكيمتها وصلابتها في التعامل مع بعضها بعضاً ما يرفع هممهم ويشحذها.
في محيط بلدة أونالاسكـا وميناء “داتش هاربر” المجاور لها، وهو أكبر ميناء صيدٍ في الولايات المتحدة، أَلِفَت النسور الصلعاء العيش جنباً إلى جنب الإنسان. إذ تجتذبها وفرة السمك في مياه المنطقة فتحوم في المكان بحثاً عن الأسماك التي يرميها البشر؛ فأحياناً تحطُّ على ظهر إحدى السفن الراسية في الميناء، وأحيانا أخرى تُسارع إلى حيث ينظف الصيادون شباكهم، وأحيانا تُرى فوق أسطح معامل تعليب الأسماك.
أحدث التعليقات