تتمتع كرْمة الكودزو (نوع من النبات المعترش) بقدرة هائلة على التدمير.. بمعنى أو بآخر. وقد جلبت الولايات المتحدة هذه الكرمة -التي تنتمي إلى فصيلة نبات البازلاء- من اليابان في عام 1876، لتظليل الأماكن وتدعيم التربة. ولكنها تنمو بوتيرة سريعة للغاية (تصل إلى 30 سنتيمتراً في اليوم) وبشكل عشوائي فوضوي، حتى إنها تزحف على الأشجار وأعمدة الكهرباء بل حتى المباني. ولا أدل على ذلك من أنها أخفت تحت عروشها وأوراقها آلاف الكيلومترات المربعة من الحقول والغابات في عشرين ولاية أميركية على أقل تقدير.
وتشير بحوث حديثة إلى أن كرمة الكودزو قد تُحدث أضراراً أكبر، إذ يوضح علماء من جامعة كليمسون أن هذا النبات قد يُسرِّع وتيرة التغير المناخي بخفضه نسب الكربون المخزنة في تربة النظم البيئية الأصلية للنبات الذي تعرض للاجتياح من الكودزو (مثل هذه الأحراج في منطقة مسيسيبي بالصورة). ويوضح عالم البيئة، نيشانت ثاراييل، أن نفاذ ثاني أوكسيد الكربون يَحدث في الأغلب على مستوى التربة السطحية وعلى مدى عقود. وأفادت دراسات سابقة أن كرمة الكودزو قد تُطلق أيضا غازات دفيئة أخرى.
وأما السؤال الأهم في هذا المقام فهو: هل بوسعنا إيقاف زحف الكودزو؟ وإذ تحاول الشركات تصنيع مبيد أعشاب يقضي على هذا النبات، يبقى الأسلوب التقليدي المُتاح للبُستاني هو الاجتثاث من الجذور. -دانيال ستون
أحدث التعليقات