مع تنامي عدد سكان الولايات المتحدة ازدادت كمية النفايات، حتى إنها بلغت 250 مليون طن في عام 2013. ولمواجهة هذا الارتفاع، يقوم عُمال إدارة القمامة بتوسيع الطاقة الاستيعابية لمطامر النفايات العصرية من خلال جعل أكوام القمامة المتكدسة في أشكال مضغوطة.
ولهذا العمل في المطامر منفعة أخرى وليس فقط التخلص من القمامة؛ إذ عندما تبدأ هذه الأخيرة بالتفتت والتحلل فإن موادها العضوية تفرز ثاني أوكسيد الكربون والميثان، وهو غاز فعال يمكن حرقه لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة. وتم استخدام هذه الوسيلة في المطامر الموجودة حالياً لإنتاج 15 مليار كيلو واط/ساعة تقريباً، أي ما يكفي لتوفير الطاقة لنحو مليون منزل مدة عام كامل. ويعمل أكثر من 600 مشروع طاقة من هذا النوع في المطامر، حيث تَنقل الأنابيب الغازَين (يُقصد ثاني أوكسيد الكربون والميثان) معاً إلى السطح، وذلك في جميع الولايات الأميركية ماعدا ألاسكا وهاواي. وتحتل كاليفورنيا مركز الصدارة في هذا المجال بتوفرها على 75 مشروعاً. وأدرجت “وكالة حماية البيئة” غاز مطامر النفايات، إلى جانب الرياح والطاقة الشمسية، ضمن قائمة الوسائل الفعالة بيئياً في إنتاج الطاقة.
وضمن سعي بعض الولايات والشركات الخاصة إلى الحصول على مصادر دخل جديدة، قامت بالاستثمار في تقنيات تحويل النفايات إلى مواد أخرى ذات قيمة عالية، كالبترول الخام أو الإيثانول. ويكمن الهدف من ذلك في “استخراج أكبر قيمة ممكنة من كل شيء يمر على هذه المنشآت”، على حد قول لين براون، موظفة تنفيذية في شركة للنفايات. وفي الوقت الراهن تعكف دول أخرى على اختبار إستراتيجيات مماثلة، ومنها بلجيكا حيث تخطط إحدى الشركات لاستخلاص الغازات من مطمر نفايات يعود إلى ستينيات القرن الماضي. ولكي تثبت السويد ما يمكن أن تقدمه النفايات من منافع، فقد بدأت منذ مدة باستيرادها من النرويج من أجل حرقها وتحويلها إلى طاقة بات الطلب عليها اليوم أكبر من أي وقت مضى. -دانيال ستون
أحدث التعليقات