هو من أقدم المواد التي عرفها الإنسان، وهي مادة قوامها كالإسفنج وأصلها نباتي وهي خفيفة الوزن، ومادة عازلة أيضاً سواءاً ضد الماء والصوت والحرارة والكهرباء، فهي لا تمتص الماء بسهولة، ومن مميزات الفلين أيضاً أنّه يتحمّل الضّغط العالي، وهذه المادة ظهرت في القرون ما قبل الميلاد حيث تم صنع الصّنادل منها، وكذلك لتعويم شبكات الصّيد كونها مادة خفيفة تطفو على سطح البحر، وبعد ذلك تمّ استخدامها كسدادات للأنابيب. مصدر الفلين يعتبر شجر بلوط الفلين المصدر الأساسي للفلين، حيث يتم إستخراجه من لحاء هذه الشّجرة عندما يبلغ عمرها عشرون عاماً حتى يصبح اللحاء قابل للقشر والمادة أكثر كثافةً، وتنتمي هذه الشّجرة إلى عائلة أشجار الدّائمة الخضرة ويصل عمر هذه الأشجار إلى أربعمائة عام، ويبلغ طولها خلال تلك الفترة إلى خمسة عشرة متراً ،وتجدد الشّجرة نموّ ما يسمى القلف كل ثمانية سنين عند تقشيره، والقلف هي المادة التي تنتج مادة شمعية تتحول إلى فلين أي أنّ الفلين بعد كل عملية تقشير يكثر أكثر، ونذكر أن موطن الفلين الذي تنمو به هذه الأشجار بكثرة في إسبانيا والبرتغال وإيطاليا، وغابات كاليفورنيا، والهند. إنتاج الفلين يتم إنتاج الفلين بعد الحصول على القشرة الخارجية لشجرة الفلين حيث أنها تحتوي على طبقة خارجية من الرّمال الخشنة وهي بنية اللون، وتكون ملاصقة لمادة الفلين ويربطهما ما يسمى بحمض التّانيك، فالخطوة الأولى تبدأ بقشط الطّبقة الخارجية، وتوضع القشرة في ماء مغلي حتى تصبح المادة ناعمة وينفصل عنها الحمض، وبعد ذلك يسهل تشكيل لوح كامل من الفلين، والفلين يختلف في نوعيته وكثافته وبعدها يتم شحنه ليتم استخدامه في الصّناعة. استعمالات الفلين يستخدم الفلين كمادة عازلة ضد الحرارة، حيث يتم استعماله في أغراض التّبريد، أي يتم استخدامه كمادة مبطنة لتخزين المواد والأطعمة في درجات حرارة باردة جداً، مثل اللحوم والمعلبات والمثلجات، ويتم استخدامه كمادة عازلة للصوت حيث تم حشو الأسقف والجدران بمادة الفلين لعزل الصوت. نظراً لخفة وزنه فإنه يطفو على الماء بسهولة، ولذلك يستخدم في صنع عوامات الصّيد. يعتبر مادة جيدة للمحافظة على محتويات العبوات، ولذلك يتم استخدامه كسدادات للقناني والقوارير ونذكر أنّ هذه الصّناعة ظهرت في القرن التّاسع عشر، ويتم صنع شرائح رقيقةً جداً من الفلين توضع على أسفل الأغطية أيضاً لمنع تسرب المواد من العبوات. يدخل الفلين أيضاً في مجال صناعة مشمعات الأرضيات، وتتم هذه الصّناعة بخلط مسحوق الفلين مع زيوت بذرة الكتان، ويتم عجنه جيداً في ماكنات خاصة وبعد يتم نشره على قطع من القماش حتى يتماسك جيداً ويجف مشكلاً قطعة من المشمعات الأرضية. يدخل الفلين في الفن أيضاً، أي عندما يتم حرق نشارة الفلين تحترق لتكون مادة سوداء سائلة وتسمى الصّبغ الفليني الأسود أو ما يسمى الصّبغ الأسود الإسباني
أحدث التعليقات