غدًا، سيكون المصريون على موعد جديد مع معرفة تاريخهم، وتاريخ أجدادهم العظماء. غدًا، سيكون المصريون على موعد آخر مع الفخر والاعتزاز بحضارتهم المجيدة الضاربة فى جذور التاريخ.
غدًا، ستكون مومياوات الأجداد معروضة فى فتارين العرض المخصصة لها داخل قاعة المومياوات، تمهيدا لاستقبال الزائرين فى اليوم الموافق ليوم التراث العالمى، الذى أحسنت وزارة الآثار اختياره ليكون ذا دلالة كبرى، للتأكيد على حرص مصر على الحفاظ على تراثها الأثرى.
تم أيضًا الانتهاء من تثبيت معظم التوابيت الخاصة بالمومياوات، داخل القاعة المخصصة لذلك، فى المتحف الذى يعتبر واحدًا من أهم المشروعات القومية التى تبنتها الدولة المصرية، فهو أحد أكبر المتاحف العالمية، وكذلك المتحف الوحيد من نوعه فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يضم كل مظاهر الثراء والتنوع التى تمتعت بها الحضارة المصرية خلال مختلف العصور، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، وحتى وقتنا الحاضر.
هو المتحف الذى يضم بين جنباته آثارًا نادرة جدا، تحاكى التاريخ المصرى القديم والحديث، ولا عجب فى اختيار المكان، سيما أنه يقع فى مدينة الفسطاط التى أنشأها عمرو بن العاص عام 640 م، كأول عاصمة فى الحقبة الإسلامية المصرية، فى وسط القاهرة على طريق الأهرام، والتى تحتوى صروحًا ومواقع أثرية بارزة، بما فيها قلعة صلاح الدين وجامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة وكنيس بن عزرا اليهودى. من أكثر ما يثير قدرًا كبيرًا من التقدير والاحترام للدكتور خالد عنانى وزير الآثار، إضافة إلى أمور أخرى عديدة، حرصه الشديد على أن يذكر جهد الذين سبقوه.
اشترك لتصلك أهم الأخبار
خلال الأيام الماضية، كان طاقم العمل فى المتحف يعمل كخلية نحل لا تهدأ ولا تكل، وذلك بعد استقبالهم المومياوات بعد الحفل الأسطورى، حيث تم استخراجها من كبسولة الحفظ داخل غرفة الطوارئ، كما تمت عمليات التعقيم والتأكد من سلامتها بشكل كامل، بواسطة جهاز لا يوجد مثله فى العالم إلا فى متحف اللوفر، وهو جهاز «الأنوكسيا».
لاحظت ذلك فى كل مناسبة تحدث فيها عن تحقيق إنجاز، يحرص على إعطاء من سبقوه من المسؤولين والوزراء حقوقهم. كذلك عدم إغفال ذكر جهد من عمل معه من فريقه. وبناء على ذلك بقى أن نكرر ما أكد عليه دكتور خالد عنانى فى حفل نقل المومياوات، وهو إعطاء الحق لأصحابه والمساهمين فى إنجازه، حيث تعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1982، عندما قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومى للحضارة، وفى عام 1999 تم اختيار الموقع الحالى بالفسطاط، وتم عمل الحفائر الأثرية بالموقع فى الفترة من 2000 حتى 2005، ثم تم وضع حجر الأساس له فى 2002، ثم تم افتتاحه فى 2021.
أحدث التعليقات