ويبدو أن فيروس كورونا يتطور بمعدل أبطأ من الإنفلونزا، ويقول داني التمان، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن: “إنه فيروس بطيء تماما. وللمقارنة، فإن فيروس الحصبة لم يفلت من المناعة الناتجة عن لقاح الحصبة الذي يبلغ من العمر 60 عاما وما يزال قويا. وقد تفعل لقاحات كوفيد-19 التي لدينا الشيء نفسه”.
وتشير دراسة جديدة من قسم البيولوجيا ومركز الأمراض المعدية في جامعة بنسلفانيا إلى أنه بمجرد اكتساب عدد كاف من الأشخاص مناعة ضد “كوفيد-19″، إما من خلال التطعيم أو العدوى الطبيعية، قد يصبح الفيروس “ليس أكثر ضراوة من نزلات البرد (الزكام)”.
حتى الآن لا نعرف. وقد نضطر إلى الحصول على جرعات معززة كل عام أو كل عامين، مثل لقاح الإنفلونزا، أو قد يمنح اللقاح مناعة طويلة الأمد، كما يفعل التطعيم ضد الحصبة أو شلل الأطفال، لأن هذه الفيروسات لا تتحول بسهولة. وإذا كنا محظوظين، فقد تستمر المناعة من ضربة واحدة كما مع شلل الأطفال والحصبة.
ويسهل انتشار الفيروس ظهور متغيرات جديدة. وكلما طالت مدة انتشار الفيروس، زاد عدد الأشخاص المصابين به، وزادت إمكانية تحوره. ولذا فإن إحدى الطرق لتقليل فرصة حدوث طفرة هي احتواء الانتشار، وبالتالي فإن الفيروس لديه فرصة أقل للتكاثر داخل أجسامنا. ويمكن احتواء فيروس مثل “كوفيد-19” الذي يتحور ببطء نسبيا باستخدام معززات سنوية لمواكبة أي طفرات جديدة.
رغم القلق من أن “كوفيد-19” قد يتسبب في متغيّر جديد مقاوم للقاحات المتوفرة حاليا، يعتقد عالم مناعة أن هناك فرصة ضئيلة لتحور الفيروس بما يجعل لقاحاتنا غير فعالة.
فإلى متى سيحمي اللقاح الناس؟
وفي المستقبل، قد يشبه فيروسات البرد الأخرى، لأنه بمجرد تعرضك لها في الطفولة، فإنها ستسبب فقط أعراضا خفيفة أو لا تسبب أي مرض على الإطلاق.
وإذا قمنا بقياس فعالية اللقاحات من حيث قدرتها على منع مرض خطير بما يكفي لتبرير دخول المستشفى، فإن متغيرات “كوفيد-19” التي ظهرت حتى الآن لا تزال حساسة للقاحات لدينا.
ويتوقع ألتمان أن يتحول “كوفيد-19” إلى حالات تفشي موسمية مثل الإنفلونزا، أو قد يصبح نادرا. ومثل الإنفلونزا، كل شتاء سيموت أشخاص بسبب “كوفيد-19″، مع وجود العديد من المرضى في المستشفى وسيرضخ العالم لذلك.
أحدث التعليقات