من الصفات المعروفة عن سيدنا النبى محمد عليه الصلاة والسلام، الكرم، فما الذى يقوله التراث الإسلامى وما يورده من نصوص ومأثورات فى تأكيد هذه الصفة؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "فى كرمه عليه السلام"
عن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحى فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة.
وهذا التشبيه فى غاية ما يكون من البلاغة فى تشبيهه الكرم بالريح المرسلة، فى عمومها وتواترها وعدم انقطاعها.
وفى الصحيحين من حديث سفيان بن سعيد الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: ما سئل رسول الله ﷺ شيئا قط فقال: لا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن أبى عدى عن حميد، عن موسى بن أنيس، عن أنس أن رسول الله ﷺ لم يسأل شيئا على الإسلام إلا أعطاه قال: فأتاه رجل فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة.
قال: فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فان محمدا يعطى عطاء ما يخشى الفاقة.
ورواه مسلم عن عاصم بن النضر، عن خالد بن الحارث، عن حميد.
وقال أحمد: ثنا عفان، ثنا حماد، ثنا ثابت عن أنس أن رجلا سأل النبى ﷺ فأعطاه غنما بين جبلين، فأتى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمد يعطى عطاء ما يخلف الفاقة.
فإن كان الرجل ليجيء إلى رسول الله ما يريد إلا الدنيا فما يمسى حتى يكون دينه أحب إليه وأعز عليه من الدنيا وما فيها.
ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة به.
وهذا العطاء ليؤلف به قلوب ضعيفى القلوب فى الإسلام، ويتألف آخرين ليدخلوا فى الإسلام كما فعل يوم حنين حين قسم تلك الأموال الجزيلة من الإبل، والشاء، والذهب، والفضة فى المؤلفة، ومع هذا لم يعط الأنصار وجمهور المهاجرين شيئا، بل أنفق فيمن كان يحب أن يتألفه على الإسلام، وترك أولئك لما جعل الله فى قلوبهم من الغنى والخير، وقال مسليا لمن سأل عن وجه الحكمة فى هذه القسمة، لمن عتب من جماعة الأنصار: "أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء، والبعير، وتذهبون برسول الله تحوزونه إلى رحالكم؟"
قالوا: رضينا يا رسول الله.
بتاريخ: 2021-04-12
أحدث التعليقات