وغيرها من ملفات، فهناك الأردن الشقيق، حيث نحرص على متابعة هذا الملف لضمان أمنه واستقراره الداخلى. للأسف، يمر الأردن بفترة عصيبة تغذيها بعض الظروف الاقتصادية التى تؤثر فى مجالات حيوية وتتلاعب فى البلد أيادٍ خارجية، منها عربية وأجنبية، والتى تحمل فى هذا الملف أيضًا العديد من المفاجآت، التى ستكشف عنها الأيام القادمة، وتستغل فيه عددًا من العوامل التى تحمل من الأسرار والانتقام والأحقاد القديمة والحديثة، والتى تحولت إلى شكل من التهديدات، فلا ننسى الضغوط السياسية فى استمرار صفقة القرن، وحلم تغيير الرعاية لبيت المقدس، وضم الضفة، واختيار قائد جديد للسلطة الفلسطينية، وموقف الإدارة الأردنية من كل ذلك، نشطها بعض المقربين وتحولت إلى مجموعة استغلت من بعض الخصوم لتصعيدها، مع رواسب تركها الزمن داخل أطراف آخرين لإشعال الروابط العائلية.. المهم أن تخمد الإدارة الفتنة بحكمة، وفى النهاية. حتى الآن ظهر الدعم الدولى وقامت أغلب الدول الكبرى بتأكيد الدعم للمملكة الأردنية والدعوات إلى الأمن والاستقرار.
وهناك ملف لبنان، الذى تنفرد فيه إيران بالتحكم والسيطرة من خلال حلفائها هناك، وأهمهم حزب الله الشيعى والتيار الوطنى الحر المارونى، الذى تدعمه إيران. للأسف لبنان أصبحت دولة تنهار، وشعبها مُهدَّد بمجاعة، ولا إدراك ولا حياء لدى حكامها لأنها أصبحت ورقة تُستخدم للمقايضة بين إدارتى خامنئى الإيرانى وبايدن الأمريكى، والمراهنة بالعودة إلى الملف النووى ورفع العقوبات، مقابل رفع اليد عن لبنان، والسماح بعودة تشكيل حكومة مصغرة من المتخصصين تسمح بعودتها إلى الحياة والمجتمع الدولى، إذًا يظل مصير لبنان والشعب اللبنانى معلقًا فى عروبته ومصيره فى الفترة المقبلة إلى يفك أسرها من النزاع الإيرانى الأمريكى.
فهناك ملف سد النهضة، الذى يهدد أولًا أمننا القومى لأن منع مياه النيل عن مصر هو إبادة شعب بسبب تعنت إثيوبيا فى المفاوضات لسنوات لهدف خبيث هو بيع المياه بمقابل مادى لتكون سلعة تصدرها لنا أو لغيرنا، وهذا خطر يشعل نوعًا جديدًا من الحرب على المياه، بعد أن جعلت مشروع السد مشروعًا سياسيًا لالتفاف كل الشعب الإثيوبى من كل الأعراق حول هذا المشروع القومى لخدمة هذه الإدارة الإثيوبية، منتهكة حقوق مصر والسودان: الحق الإنسانى والجغرافى والتاريخى، وفى نسبتها الشرعية كدول مصب، متوهمة بغرور أن هذا ممكن!، ومتناسية أن هذا الوهم سيقلب كل الموازين، ويخل بالأعراف الدولية، ويغير صورة المنطقة واستقرارها، واستخدمت أسلوبًا خبيثًا آخر فى إطالة أمد المفاوضات والتلاعب بالوقت حتى نصل إلى الموعد الثانى لملء السد لفرض أمر واقع، دون حسابات سياسية للحق والقانون والعدل فى التوزيع الملزم، ومستهينة برد الفعل لهذا القرار وتبعات تنفيذه والقدرة والقوة والإرادة السياسية والشعبية لهذه الدول.
هذا بجانب إنسانى آخر يتابع النزاع على توزيع اللقاحات، والتعديات الصحية لكل نوع ربما تكون حقيقية، ومخاوف من زيادة العدوى فى شهر رمضان الفضيل، الذى نتمنى أن تحمى أيامه من تحديات وأنواع حروب تظهر من جديد.
اشترك لتصلك أهم الأخبار
الرئيس السابق لـ«الأمان النووي» كريم الأدهم: مفاعل الضبعة يمكنه تحمل «تسونامي» (حوار)
أحدث التعليقات