لحافظ ابراهيم قصيدة في شؤون مصر السياسية:
بأنا قد لمسنا الغدر لمساً / وأصبح ظننا فيكم يقينا
ألم تخبر بني التاميز عنا / وقد بعثوك مندوباً أمينا
قل للمحايد هل شهدتَ دماءنا / تجري وهل بعد الدماء سلام
لم يبقَ فينا من يمنّي نفسه / بودادكم فودادكم أحلام
كشفنا عن نواياكم فلستم / وقد برح الخفاء محايدينا
ويكمل:
وقال للإنكليز:
إنا جمعنا للجهاد صفوفنا / سنموت أو نحيا ونحن كرام
قد مرّ عام يا سعاد وعام / وابن الكنانة في حماهُ يضام
سنجمع أمرنا وترون منا / لدى الجُلّى كراماً صابرينا
وقال عن اسماعيل صدقي باشا:
أمن السياسة والمروءة أننا / نشقى بكم في أرضنا ونضام
ونأخذ حقنا رغم العوادي / تطيف بنا ورغم القاسطينا
ضربتم حول قادتنا نطاقاً / من النيران يُعيي الدارعينا
بنيتم على الأخلاق أساس ملككم / فكان لكم بين الشعوب ذمام
على رغم المروءة قد ظفرتم / ولكن بالأسود مصفّدينا
أشكو الى قصرِ الدُبارة ما جنى / صدقي الوزير وما جبى علام
وله أيضاً:
لا تذكروا الأخلاق بعد حيادكم / فمصابكم ومصابنا سيّان
سُفِكت مودتنا لكم وبدا لنا / أن الحياد على الخصام لثام
لاهمّ أحي ضميره ليذوقها / غصصاً وتنسف نفسه الآلام
أبعد حيادٍ لا رعى الله عهده / وبعد الجروح الناغرات وئام
صبوا البلاء على العباد فنصفهم / يجبي البلاد ونصفهم حكام
وقال للمندوب السامي:
وفيها للإنكليز:
حاربتم أخلاقكم لتحاربوا / أخلاقنا فتألم الشعبان
ألم تلمح دموع الناس تجري / من البلوى ألم تسمع أنينا
وعن الإنكليز أيضاً:
ألم ترَ في الطريق الى كياد / تصيد البط بؤس العالمينا
لقد طال الحياد ولم تكفوا / أما أرضاكم ثمن الحياد
أخذتم كل ما تبغون منا / فما هذا التحكم في العباد
أضعتم وداداً لو رعيتهم عهوده / لما قام بين الأمتين خصام
إن المراجل شرها لا يُتّقى / حتى ينفّس كربهنّ صمام
فما لي أرى الأخلاق قد شاب قرنها / وحلّ بها ضعف ودبّ سقام
إذا كان في حسن التفاهم موتنا / فليس على باغي الحياة ملام
ودعا عليك الله في محرابه / الشيخ والقسيس والحاخام
بلونا شدة منكم ولينا / فكان كلاهما ذَرّ الرماد
أخاف عليكم عثرةً بعد نهضةٍ / فليس لمُلكِ الظالمين دوام
وسالمتم وعاديتم زماناً / فلم يغنِ المسالم والمعادي
فليس وراءكم غير التجنّي / وليس أمامنا غير الجهاد
أحدث التعليقات