الإرياني في “المحكمة الشرعية العليا”
في ما يزيد عن أربعة أجزاء تقريباً من كتاب مذكراته الفخم، يحشد عبدالرحمن الإرياني، الرئيس اليمني الأسبق، موسوعة من الصور الفوتوغرافية لمراسلاته وأوراقه التي توثّق لحقبةٍ زمنيةٍ كانت الأهم في تاريخ المنطقة العربية خلال القرن الماضي، وكان هو أحد رموزها الكبار وصانعي أحداثها المهمة.
من المنفى إلى القمة
الإرياني والفيصل
عندما ذهبت ذات يوم في شهر مايو 991 إلى دارٍ في حي “أبو رمانة” الدمشقي للقاء الإرياني كان الهدف هو إجراء حديث تليفزيوني علق عليه عديدون الكثير من الآمال لسماع القول الفصل منه حول خلاف نشب بشأن دستور دولة الوحدة اليمنية الناشئة عام 1990 في ما إذا كان (الإسلام) سيكون هو مصدر التشريع الوحيد أم أحد مصادره باعتبار أن هذا العالِم الجليل كان أبرز من أشرفوا على صياغة نصوص ذلك الدستور.
وبدلًا من عشرين دقيقة للقاء الرئيس الحكيم إمتد اللقاء لأكثر من ثلاث ساعات خلع الرجل خلالها جوخه وعمامته و”توزته” وهي السلاح الجمالي لعلماء البلاد، وأخذني بأناقة جوهره ومظهره إلى وجبة غداء متنوعة بين التاريخ والأدب والسياسة، غير مرتب لها.كانت تلك أفضل فرصة أتيحت لي في حياتي الصحفية لطرح ما ظل يشغل بالي من أسئلة، وللنبش في أضابير ذاكرة هذا الرجل “الاستثنائي” في أمور أخرى غير تلك التي ذهبت من أجلها إليه، وقد أجاب وقتها على معظم تساؤلاتي، ووعدني بالرد على بعضها في كتاب مذكراته الذي لم يصدر منه حتى الآن سوى جزأين، بينما يجري الإعداد حالياً لإصدار جزأين آخرين تباعاً.
العودة إلى الحياة من تحت حد السيف
أحدث التعليقات