المواطنة :
يظن كثير أن “المواطنة” تعني “حب الوطن”، ولكن الحقيقة أنها لا تعني ذلك فقط، بل تعني العمل من اجله والتضحيه في سبيله وفي سبيل الله عز وجل.
تعريف الوطن :الوطن ليس قطعة أرض ضاقت أو اتسعت.. الوطن.. عقلُ الانسان وقلبُه وحرّيته وكرامته وأمنه وسعادته وأحلامه وذكرياته، وسماءُ روحهِ ووجدانه.. هو ميدانُ الانسان للتعبير عن انسانيته
الوطنيّةُ ليست لافتةً ترفعُ على الواجهاتِ وخلفَ المكاتب وتهانُ أو تداسُ بالأقدام في الأروقِة والشوارعِ والمؤسسات..!
الوطنيةُ ليست هتافاً بأعلى صوت، ولا خطباً رنّانة في تظاهرةٍ أو مهرجان خطابيّ أو أدبيّ أو مؤتمر وطني!
الوطنيةُ.. ليست السكوت على ما يجري من أخطاء وتقصيرات بحجة اننا نضيف إلى قائمة التحديات تحديات جديدة؟!
الوطنيةُ.. ليست نشيداً وطنياً يُعزف أو علماً وطنياً يُرفع، أو آثاراً تاريخية في المتحف الوطنيّ.. ولا هي مناسبات وطنية.
وليس من الوطنية في شيء أن نتعصّب تعصباً قبلياً للوطن حين نكون خارجه، حتى إذا عُدنا لأحضانه تعصّبنا لغيره.
الوطنيةُ.. ليست أن تترك الوطن يتوجّع أو يصرخ من الألم وأنت تقف وتشاهد..
الوطنيةُ.. أن تأخذ بيد الوطن المريض إلى عيادة التآخي والوفاء والإخلاص لعلاجه من أمراض الفتنة والفرقة والجهل والتخلّف..
الوطنيةُ نقدٌ بنّاءٌ لرفع الأنقاض والمخلّفات من الشوارع حتى تسهل عملية السير.. وأن تقول الحقَّ والصدق على وطنك حتى ولو لم يعجبهُ ذلك.
الوطنيةُ.. إذا أردنا أن نرسم لها صورة لا نجد لها أفضل من ماهي في انفسنا.
فالوطن.. أرضُ حرّيتي وتفاعلي وعطائي، وسماءُ أفكاري واعتقادي وعوطفي..
هو هذا قبلَ مائه وهوائه وترابه وما أقلّت الغبراء وأظلّت الخضراء.
فأبناءُ وطني إمّا أخٌ لي في الدين فأفتديه، وإمّا أخٌ لي في الانسانية فأحتويه. وكلاهما: (الدين) و(الانسانية) يطلعان من شجرةٍ واحدة، وهما القادران على أن يجمعا ما تفرقُهُ الدنيا ويعبثُ فيه الزمان.
حُبّ + تعاون + إصلاح=المواطنة الصالحة.
ربّما تكون هناك عناوين ثانوية مرشّحة للدخول في هذا السياق أو النسق الوطنيّ المتجانس.. لكنّها يمكن أن تندرج أو تندمج في أحد عناوينه الثلاثة:
الحبّ.. باعتباره العلاقة الوجدانية التي تؤلّفُ بين قلبين أو أكثر.. الذي يتجسّد ألفةً واحتراماً.. بل وطاعة.
التعاون.. على أساس أنّه اتفاقٌ مشترك للنهوض بأعباء مسؤولية أو أمانة ارتضينا حملها.
الإصلاح.. لأنّه الموفِّق.. والمتدخل في الوقت المناسب لإعادة علاقتي الحبّ والتعاون إلى سابق عهديهما في حال تعرضا إلى الخلل أو الفساد أو التصدّع أو تحسين ما هو موجود فعلاً والارتقاء به نحو مستوى أعلى وأفضل.
أحدث التعليقات