الهوايات
الهوايات هي أنشطة متنوعة يؤديها الأفراد في أوقات فراغهم، وقد تكون بسيطة، مثل جمع الطوابع أو الفراشات، أو ذات صفة إبداعية، مثل الحفر على الخشب، أو الأشغال الفنية الدقيقة، مثل أعمال الإبرة أو ما شابه ذلك. وهناك هوايات قد تكلِّف الكثير من المال بل تحتاج إلى ثروة مثل جمع السيارات الكلاسيكية، وهناك هوايات قد تدرّ على أصحابها المال، وهناك هوايات غريبة كجمع الحشرات والحيوانات الغريبة أو السفر إلى أماكن نائية، ومهما كانت الهواية فهي لها أثر إيجابي على حياة صاحبها ما دامت في حدود الإمكانات والمعقول والمشروع.
وتعتمد الهواية التي يزاولها الفرد على توافر مجموعة من القدرات المتداخلة لديه، مثل: القدرات الفكرية والمهارات الحسية الحركية والميول الفنية.
أنواع الهوايات
تنطوي الهواية على قدرات معرفية وفكرية وفنية وحسية حركية متمايزة ومتكاملة، وإن تصنيفها إلى أنواع يكون للتمييز بينها. ولكن بوجه عام يمكن تقسيم الهوايات إلى الأنواع الآتية:
- هوايات فكرية ذهنية: وهي الهوايات التي يغلب عليها الاعتماد على التفكير، مثل التدريب على الكتابة والتأليف وأنواع من الفنون والأدب (قصة، شعر، مقال)، أو التدريب على استخدام الحاسوب والبرمجة، وتعلم اللغات الأجنبية واللهجات المختلفة، والمراسلة وتبادل الأفكار، أو جمع صور لحيوانات أو سيارات، أو التدريب على إلقاء الشعر وغير ذلك من الهوايات التي تأخذ حيزاً واسعاً من التفكير.
-
هوايات فنية مهنية: وهي تلك الهوايات التي يغلب عليها الطابع الفني، مثل التمثيل المسرحي والتصوير والموسيقى والغناء والرسم، وأشغال الإبرة والتطريز، وصناعة الأزهار من البلاستيك أو القماش أو السيراميك، وصناعة الدمى والألعاب، إضافة إلى صناعة الحلويات، وابتكار مأكولات جديدة، والتقاط صور نادرة الحدوث سواء في الطبيعة أم في المجتمع.
-
هوايات حسية حركية: وهي الهوايات التي يسيطر على مزاولتها استخدام العضلات وحركيتها، مثل الرياضة البدنية بأنواعها المختلفة فضلاً عن أنواع الرياضات التأملية والذهنية ومراقبة النجوم واستكشاف الفضاء وتربية الحيوانات المنزلية وإجراء التجارب الفيزيائية والكيميائية والزراعية والكهربائية وجمع الحشرات وتصنيفها والتطوع في الجمعيات الخيرية وغيرها من الهوايات التي تعتمد على المهارات الحسية والحركية.
فوائد الهوايات
للهوايات فوائد كثيرة منها :
1- وسيلة لقضاء بعض الوقت الذي قد نهمله في أمر مفيد ومحبب لنا.
2- وسيلة لكسر روتين الحياة؛ مما يجدد طريقة التفكير ويشعر العقل بالانتعاش ويزيد الابتكار والإبداع.
3- الهواية وسيلة من وسائل تقليل ضغوط الحياة وعلاج القلق؛ فبدلاً من التركيز على المشاعر السلبية التي قد يسببها القلق أو شواغل الحياة؛ يتم تحويل التفكير لشيء آخر أكثر إيجابية أثناء القيام بهواية معيّنة؛ مما يريح الدماغ من التفكير لفترة معيّنة ليعود مرة أخرى أكثر وعياً وإبصاراً.
4-الهواية فرصة لتعلم شيء جديد، ويفتح الأبواب أمامنا للبحث عن معلومات جديدة مما يزيد تجاربنا ويعمق مداركنا.
5- نفسك إن لمتشغلها بالحق شغلتك بالباطل”، فقد تكون الهواية وسيلة من وسائل شغل العقل بما هو مفيد، فلا يكون هناك فرصة للانشغال بما لا يفيد.
6- الهواية فرصة لتوسعة دائرة الأصدقاء وخاصة من لهم نفسالهواية.
7- قد تكون الهواية مفيدة جدّاً وخاصة لكبار السن والمتقاعدين؛ حيث إنّها تفتح لهم المجال للتعرّف على أشخاص جدّد، وتشغل وقتهم وتشعرهم بإمتداد حياتهم الماضية، وتنسيهم الآلام التي قد تصيبهم نتيجة التقدّم في العمر.
8-الهواية فرصة لانطلاق المشاعر والأفكار، وهذا في حد ذاته فرصة للإبداع و الابتكار.
9-قد تكون الهواية مصدراً إضافياً للدخل، وهذا يعتمد على نوع الهواية ورغبة الشخص ذاته.
ممارسة الهواية وتربيتها
يتحول في كثير من الأحيان اهتمام الفرد بموضوع ما إلى هواية، فيزداد اهتمامه بالموضوع، ويصبح لديه بعد ذلك نوع مميز من الإتقان والتفنن فيه. وتزداد في الوقت نفسه معارفه عنه، فيخصص فترة أكبر من الوقت لممارسته والاطلاع على المراجع والمصادر المختلفة فيما يحيط بموضوع هوايته. وإن اتباع دورات يوفر له فرصة التقاء أناس من ذوي الهواية نفسها، فتزداد معارفه عن هوايته وما يرتبط بها من مواد وأدوات وتجهيزات وتقانات حتى ما يتعلق بموضوع الهواية من منافع مادية.
ومن المرغوب فيه والمفيد أن يكتشف المربون والأهل هوايات طلبتهم وأبنائهم، ويعملوا على رسم خطة عملية لتنمية مواهبهم وتنظيمها وتوظيفها توظيفاً مناسباً لتحقق لهم الفائدة والمتعة.
أهمية الهوايات للصغار:
ممارسة هواية معيّنة أمر مهم للصغار، فهي وسيلة لقضاء الوقت بدلاً من قضائه مع أصدقاء قد لا يكونون بمستوى طموح الأهل، وهي فرصة لتفريغ الطاقات المخزنة، وهي فرصة أيضاً لصقل الإبداع، والهواية فرصة لأن يضع الطفل بعضاً من مصروفه الشخصي في شراء احتياجات هوايته بدلاً من شراء ما لا يفيده.
يجب أن نمنح الصغار اختيار هواياتهم عن طريق التجربة، ولكن يجب علينا المراقبة والتوجيه عن بُعد، ونصحح المسار عن طريق التحدّث عن هوايات مختلفة مفيدة دون النقد أو التجريح.
من المهم أن نشجِّع الأبناء على ممارسة هواياتهم عن طريق المساهمة في توفير بعض ما يحتاجونه، والاستماع لهم عندما يتحدّثون عن أنشطهم وهواياتهم، حتى ولو كان أمراً بسيطاً كجمع القواقع، أما إذا مارست نفس الهواية فأنت بذلك تقوي علاقتك بهم وتفتح قناة جديدة للحوار والتفاهم معهم.
عندما يكبر الصغار ويدخلون عالم المراهقة تصبح الهواية أكثر أهمية، فهي تعلِّمهم التركيز والبحث ووضع الأهداف وتحقيق الإنجازات، وعن طريق الهواية يصبح الابن أكثر تعرّفاً على ثقافات الشعوب والعلاقات الإنسانية والأعمال التكنولوجية، وذلك حسب الهواية التي يحب أن يمارسها .
ولذلك حاول أن تشجّع ابنك على مغادرة مقعده أمام الحاسب الآلي أو أمام التلفاز أو … وممارسة هواية لكي يكتشف العالم من حوله ، وأشعره بأهمية ما يقوم به من أجل مستقبل أفضل.
اهتمامك بهوايات صغارك يجعلهم يدخلون عالم الكبار ولديهم مشاعر إيجابية نحو أنفسهم، ونحو ما اختاروه بأنفسهم لقضاء أوقات فراغهم والتخلّص من توترهم وقلقهم.
و التركيز على هواية محددة وتطويرها أمر مفيد جداً للطفل وله تأثير ايجابي في باقي جانب حياته تقول مونيكا كاردوزا، مؤلفة كتاب (لعب الأطفال: أغناء اهتمامات طفلك، من حجر العلم إلى التسلق ومن جمع الطوابع إلى النحت) إن الأطفال بين عمر ست وثماني سنوات يعشقون دوماً تجربة الأشياء الجديدة..,
ولا يهتمون كثيراً بالتركيز على اختيار هواية تناسبهم أو تثير اهتمامهم عن حق نتيجة حشريتهم لاكتشاف الجديد وهنا يأتي دور الأهل في توجيه طفلهم إلى الهواية المناسبة التي يعتقدون أنها سوف تمنح طفلهم مزيداً من الثقة بالذات.
بعض النصائح التي تنمي الهوايه
-الشعور بالفخر
يعتبر الخبراء أن ممارسة إحدى الهوايات تمنح الطفل- إضافة إلى مسألة تسليته- شعوراً بالفخر والتميز والبراعة في إتقان فعل شيء ما، ويشيرون إلى أن الطفل الذي ينجح في اكتشاف هواية يعشقها، يسهل عليه خلق شبكة من الأصدقاء وتحسين أدائه الأكاديمي، ومقاومة الضغوط التي ربما يمارسها عليه من أكبر منه سناً.
- تحديد اهتمامه العام:
كثيراً ما يعرب الطفل عن عشقه الطبيعة والحيوان أو الرياضة أو الفن عموماً، من دون أن تكون له هواية معينة تندرج تحت هذه العناوين الشاسعة والشاملة، من هنا يجب أن تحاول الأم استكشاف ما يمكن أن يثير اهتمامه أكثر.
مثلاً، إذا كان طفلك يحب الفن أتيحي له فرصة ليجرب الرسم أو النحت أو الغناء واكتشفي ميوله أما إذا كان يحب الحيوانات فحاولي أن تقدمي له الكتب التي تحكي عن الخيول أو الديناصورات أو الأسماك، وطريقة تكاثرها، أو شجيعيه على صنع كتيب عن الحيوان الذي يحبه، أو ربما رغب في تربية حيوان أليف. -
دعه يجرب أشياء عدة:
من الضروري جداً أن يختبر الطفل تجارب عدة في حياته لكي يتمكن من العثور أكثر الأشياء التي تثير اهتمامه مثلاً يمكن أخذه إلى حضور مسرحية أو جعله يقوم بنشاط رياضي. -
تقبل منه كل شيء:
أحياناً يمارس الأطفال هواية معينة، قد لا تستهوينا نحن الكبار، مثل جمع بطاقات (البوكيمون) أو غيرها من الأشياء الرائجة في العصر الحالي يجب ألا تمنعي طفلك من ممارسة الهواية التي يحبها بل فتشي دوماً عن الجوانب المفيدة التي يمكن أن تسهم في تقديمها لطفلك مثلاً، ستعلم الطفل في هواية تجميع البطاقات فن التفاوض والقدرة على اقناع الغير والصبر للوصول إلى الهدف الذي يريده. -
ساعد طفلك على الالتزام بهوايته:
تتطلب عملية ممارسة هواية باحتراف، إلى كثير من الصبر وتطوير المهارات، وهذا ما يجعل الطفل يصاب بالإحباط بسهولة إذا كنت تعتقدين أن هواية طفلك مناسبة له حاولي أن تخففي من صعوباتها. مثلاً إذا أعرب طفلك عن رغبته في التوقف عن ممارسة هواية مراقبة الطيور، لأنه يصعب عليه حمل المنظار مدة طويلة أقنعيه برسم الطيور أو الاستماع إلى تغريده أو شراء كتب عنها أما إذا قد نهائياً الاهتمام بهذه الهواية فلا تنزعجي لأنه من الطبيعي جداً على الطفل في هذه المرحلة أن يهتم بأمور كثيرة.
_التركيز على المرح:
أحياناً كثيرة يركز الأهل على براعة طفلهم في أداء مهمته وإذا فشل في القيام بها نرغمه على فعل شيء آخر لكن يشير الخبراء إلى أن أفضل هواية هي تلك التي تسد الطفل وتفرحه من هنا يجب التركيز على الجانب المسلي في ممارسة الهواية من دون التركيز على النتيجة النهائية لهذه الهواية.
- لا تكونوا حاجزاً أمام إبداعاتهم!
يجب إتاحة الفرصة أمام الأطفال ليمارسوا هواياتهم بحرِّية وانطلاق؛ لأنها تؤدي إلى تنمية تفكيره وإدراكه وتصقل شخصيته على كافة المستويات.. مع إدراك أهمية تعويد الأطفال على الاستفادة من إخفاقاتهم المتكررة أثناء ممارسة الهواية أي مساعدتهم على التعلم من أخطائهم.
كيف نستثمر هواياتهم ونوجهها بشكل ملائم لتصبح ذات فائدة ومغزى في المستقبل؟
يجب مراعاة الاختلاف الفردية بين الأطفال والأخذ بعين الاعتبار تطلعاتهم واهتماماتهم وعدم فرض نوعية معينة من الهوايات عليهم، فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يظهر مهارات معينة باستعمال أصابعه ويديه في النجارة والحفر والخياطة أو يميل إلى ممارسة هواية الرسم أو الزخرفة أو النحت، فإنّه يجب على الوالدين تشجيعه من خلال إمداده بالمواد والألوان اللازمة التي تتوافق مع سنه، وحثه على إدخال التعديلات المطلوبة على اللوحة أو القطعة التي يصنعها، كما يجب عليهم تقصي أدق التفاصيل التي يصنعها وتتبعه بالملاحظات الهادفة بغية تنمية الحس الإبداعي والابتكاري عنده.
أما إذا كان الطفل يظهر ميولا أدبية أو تكنولوجية، فعلى الأسرة توجيه اهتماماته في خانة تصب ضمن هذا الإطار.
ومن المفيد جدّاً تعويد الطفل الذي يظهر تميزاً في التعامل مع الكمبيوتر اطلاعه على الكتب والدوريات والبرامج التلفزيونية التي تصقل هذه الهواية وتنميها حتى لا يتحول تعلقه بالجهاز إلى عبث ولهو وتسلية لا فائدة منها.
ويجب إلحاقه بدورات تدريبية تفتح أمامه آفاقاً جديدة.. لافتاً إلى أهمية أن تتماشى تلك الدورات وما يتعلمه مع سنه.
كما يجب مساعدة الطفل صاحب الميول الأدبية على التعبير عن نفسه من خلال تشجيعه على الكتابة والتنسيق مع المدرسة لحثه على إلقاء ونشر ما يكتب في المجلات المتخصصة ليعتاد المثابرة والمواظبة في هذا المجال.
أحدث التعليقات